لنتعامل مع الأطفال بحذر...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للطفل ذاكرة خالية يريد أن يملأها, أو على الأقل يسد جزءا من فراغها السحيق وهذا هو الدور الذي تؤديه مجموعة المعلومات التي يجمعها من بيئته الخاصة والعامة سواء في البيت أو في المدرسة, فنجده دائم البحث والتنقيب وكذا قد يلجأ البعض منهم إلى مقارنة النتائج ودرجة صحة المعلومات في كل مرة مسجلا بذلك جميع الدقائق والحيثيات مما تجود به عيناه من ملاحظات وما تسمع به أذناه أو تلمسه يداه... فالطفل دنيا خاصة وعالم فريد بأفكاره
وليس من السهل على الشخص البالغ منا دوما التعامل معه بيسر لدرجة تصل إلى الاتفاق في في كل الأمور...

بل الصعب من هذا وذاك كيف لنا أن نعطي للطفل أجوبة لأسئلته الحرجة دون سقوطنا في فخ الكذب أو التهرب كيف؟؟؟ خصوصا وأن الأطفال يتمتعون بما يكفي من الإدراك لاكتشاف الثغرات في أجوبتنا خصوصا إذا كانت عشوائية ولا تمت للواقع من صلة .

سواء إذا كنت أما أو أبا أو معلمة أو أيا كانت درجة قربك من طفل ما أو حتى مجموعة أطفال كيف يمكنك التحدث إليهم وإخبارهم بمعلومات وتجارب مهمة؟؟؟

تأكد بأن هذا الكائن الصغير هو مجموعة من الأحاسيس والمشاعر النفسية وكل له درجة وقدرة استيعاب معينة بحكم محيطهم وأعمارهم وعلاقاتهم ونحتاج هنا أن نكون صادقين معهم رغم ما تثيره بعض هذه التساؤلات من حرج ورغم ما تضطرنا إليه بعض الحقائق من ألا نكون صرحاء تماما معهم.
ومن ضمن الأسئلة التي يمكن للطفل أن يحرجك بها عند طرحها منها ما يلي:

كيف جئت للدنيا؟
لماذا نموت؟
لماذا نمرض؟
لماذا يملك صديقي فلان أشياء أنا لا أستطيع امتلاكها؟
لماذا نحن مختلفين في الجنس؟
إلخ...وأسئلة أخرى لا حصر لها على حسب درجة نباهة الطفل وملاحظاته

وفي حالة ما إذا لم نتمكن من مصارحة الطفل فعلى الأقل نتجنب الكذب كأن نقول مثلا:" ليس من السهل أن أتحدث إليك عن هذا الموضوع فعندما كنت صغيرة كان الحديث عن هذا الموضوع مرفوضا تماما ولكني أعتقد أنه موضوع مهم فيوما ما عندما تكبر سوف تتعرف على الحقيقة بنفسك "
لأن هذا الخطاب الصريح يجعل الطفل يكن لك كل الثقة والاحترام
أما في حالة تقريرك الإجابة عن أسئلة الطفل حاول أن تكون إجاباتك محددة وإذا أردت معرفة المقصود بالضبط استعملي التعبير التالي كأن تقولي له : ماذا تريد أن تعرف بالتحديد؟
استخدم دوما الاصطلاحات السليمة دون تغييرها
تجنب الضحك أثناء تعليم الطفل مع ذكر الحقائق وباختصار انتهجي الصراحة في ذلك مع التدرج في إعطاء المعلومات
يجب كذلك التعرف على ما يقال في المحيط الخاص للطفل في البيت وفي الحي أو في المدرسة داخل فصل الدراسة أو مع أصدقاءه
للإشارة هناك أطفال منطويين لكن هذا لا يمنع من التقرب منهم قصد معرفة درجة فضولهم
لاكتشاف الأشياء ويجب علينا توخي الحذر من هذا النوع يجب أولا كسر الحاجز ألا مرئي الذي ينصبه الطفل وللنجاح في ذلك يجب أن نتعامل معه بلطف شديد شيئا فشيئا حتى نحوز الثقة الكافية التي تعتبر في حد ذاتها جواز مرور إلى عالم هذا الطفل الحساس الخاص جداا

بعض الأطفال يجدون صعوبة في تقبل مستواهم المعيشي إذ تجدهم غير راضين تماما عن حالهم تجدهم دوما في مقارنة مع الآخرين وآخرين تحدث لهم تغيرات مالية فجائية في هذه الحالة يجب أن نشرح لهم الأسباب ونساعدهم على الاستعداد لتقبل المحن بقلوب راضية

هناك أطفال قد يتعرضون لحوادث كفقدان أحد الوالدين أو كلاهما أو فقدان أعز أقاربهما كيف لنا أن نمد لهم يد المساعدة للخروج من المحنة دون تعرضهم لرد فعل نفسي؟؟؟
في هذه الحالة لنكن مهدئين ومطمئنين مع توخي الصراحة إلى درجة الإقناع في كون ذلك الحدث كان مقدرا من الله ويجب أن نتقبله راضين مع محاولتنا صياغة أدلة وحجج جد بسيطة لكنها في نفس الوقت مقنعة ...

كيف لنا توجيه تصرفات الطفل؟؟؟ دون إشعاره بالدونية وحرصا على إنماء شخصيته
يجب أولا تعريفهم بأخطائهم ودفعهم للاعتراف بها قصد تفاديها مع إسداء النصيحة البناءة
دون إدخال طرف ثالث في ذلك.

وهكذا أعزائي أكون قد تطرقت ولو إلى القليل القليل من التفاصيل فيما يخص هذا الموضوع
وفقنا وإياكم لما فيه الخير والنفع وحفظنا جميعا والسلام ورحمة الله تعالى وبركاته.