نسمات الجنان
فى رحاب اّيه 514192 أهلا و سهلا بك زائرنا الفاضل زائرتنا الفاضلة

المنتدى زاد إشراقا و نورا بوجودك

و يسعدنا أن تكون واحدا منا

فتفضل بالتسجيل في منتديات نسمات الجنان

فى رحاب اّيه 452674

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمات الجنان
فى رحاب اّيه 514192 أهلا و سهلا بك زائرنا الفاضل زائرتنا الفاضلة

المنتدى زاد إشراقا و نورا بوجودك

و يسعدنا أن تكون واحدا منا

فتفضل بالتسجيل في منتديات نسمات الجنان

فى رحاب اّيه 452674
نسمات الجنان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نسمات الجنان
المواضيع الأخيرة
» رمضان شهر الجود والكرم
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالأحد 02 يونيو 2019, 02:26 من طرف عمر المصري

» رد السلام علي اليهود والنصارا
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالخميس 01 نوفمبر 2018, 09:57 من طرف mahassine

» خلي الصورة تعبر عن احساسك
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالخميس 01 نوفمبر 2018, 09:51 من طرف mahassine

» من شعر الإمام الشافعي
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالثلاثاء 17 يناير 2017, 14:10 من طرف عمر المصري

» فوائد نواة التمر
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالإثنين 14 ديسمبر 2015, 10:44 من طرف عمر المصري

» لله درك يامصر
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالخميس 20 أغسطس 2015, 06:23 من طرف عمر المصري

» مطابخ صغيرة رائعة
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالسبت 04 أبريل 2015, 14:38 من طرف عمر المصري

» كيكة الكوك رائعة
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالسبت 04 أبريل 2015, 14:36 من طرف عمر المصري

» تنظيم دولاب التخزين في المطبخ
فى رحاب اّيه I_icon_minitimeالأحد 26 أكتوبر 2014, 12:56 من طرف عمر المصري

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عمر المصري - 3848
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
التائب - 3388
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
mahassine - 3341
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
الصفا - 3255
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
lamia - 358
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
سناء - 215
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
مبتهل - 179
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
ملكة الحــب - 139
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
God slave - 96
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 
ranin - 64
فى رحاب اّيه I_vote_rcapفى رحاب اّيه I_voting_barفى رحاب اّيه I_vote_lcap 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 87 بتاريخ الأربعاء 05 أكتوبر 2016, 21:29

فى رحاب اّيه

5 مشترك

صفحة 1 من اصل 3 1, 2, 3  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الأحد 24 أبريل 2011, 12:33


* بسم الله الرحمن الرحيم *
{284} لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

تفسير أبن كثير

يُخْبِر تَعَالَى أَنَّ لَهُ مُلْك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنهنَّ وَأَنَّهُ الْمُطَّلِع عَلَى مَا فِيهِنَّ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الظَّوَاهِر وَلَا السَّرَائِر وَالضَّمَائِر وَإِنْ دَقَّتْ وَخَفِيَتْ وَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيُحَاسِبُ عِبَاده عَلَى مَا فَعَلُوهُ وَمَا أَخْفُوهُ فِي صُدُورهمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاَللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " . وَقَالَ " يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى " وَالْآيَات فِي ذَلِكَ كَثِيرَة جِدًّا وَقَدْ أَخْبَرَ فِي هَذِهِ بِمَزِيدٍ عَلَى الْعِلْم وَهُوَ الْمُحَاسَبَة عَلَى ذَلِكَ وَلِهَذَا لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة اِشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى الصَّحَابَة وَخَافُوا مِنْهَا وَمِنْ مُحَاسَبَة اللَّه لَهُمْ عَلَى جَلِيل الْأَعْمَال وَحَقِيرهَا وَهَذَا مِنْ شِدَّة إِيمَانهمْ وَإِيقَانهمْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا عَفَّان حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي أَبُو عَبْد الرَّحْمَن يَعْنِي الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه فَيَغْفِر لِمَنْ يَشَاء وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء وَاَللَّه عَلَى كُلّ شَيْء قَدِير " اِشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَتَوْا رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ جَثَوْا عَلَى الرُّكَب وَقَالُوا : يَا رَسُول اللَّه كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَال مَا نُطِيق الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْجِهَاد وَالصَّدَقَة وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْك هَذِهِ الْآيَة وَلَا نُطِيقهَا فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْل الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلكُمْ : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ؟ بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير " . فَلَمَّا أَقَرَّ بِهَا الْقَوْم وَذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتهمْ أَنْزَلَ اللَّه فِي أَثَرهَا " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير " فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " إِلَى آخِره وَرَوَاهُ مُسْلِم مُنْفَرِدًا بِهِ مِنْ حَدِيث يَزِيد بْن زُرَيْع عَنْ رَوْح بْن الْقَاسِم عَنْ الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة فَذَكَرَ مِثْله وَلَفْظه فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّه فَأَنْزَلَ اللَّه " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" قَالَ نَعَمْ " رَبّنَا وَلَا تَحْمِل عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْته عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا " قَالَ نَعَمْ " رَبّنَا وَلَا تُحَمِّلنَا مَا لَا طَاقَة لَنَا بِهِ " قَالَ نَعَمْ " وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ" قَالَ نَعَمْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس فِي ذَلِكَ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد : حَدَّثَنَا وَكِيع حَدَّثَنَا سُفْيَان عَنْ آدَم بْن سُلَيْمَان سَمِعْت سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " قَالَ دَخَلَ قُلُوبهمْ مِنْهَا شَيْء لَمْ يَدْخُل قُلُوبهمْ مِنْ شَيْء قَالَ : فَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " فَأَلْقَى اللَّه الْإِيمَان فِي قُلُوبهمْ فَأَنْزَلَ اللَّه " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَته وَكُتُبه وَرُسُله لَا نُفَرِّق بَيْن أَحَد مِنْ رُسُله وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانك رَبّنَا وَإِلَيْك الْمَصِير" إِلَى قَوْله " فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ " وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة وَأَبِي كُرَيْب وَإِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم ثَلَاثَتهمْ عَنْ وَكِيع بِهِ وَزَادَ " رَبّنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا " قَالَ قَدْ فَعَلْت " رَبّنَا وَلَا تَحْمِل عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْته عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلنَا " قَالَ قَدْ فَعَلْت " رَبّنَا وَلَا تُحَمِّلنَا مَا لَا طَاقَة لَنَا بِهِ " قَالَ قَدْ فَعَلْت " وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْم الْكَافِرِينَ" قَالَ قَدْ فَعَلْت " طَرِيقٌ أُخْرَى " عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق حَدَّثَنَا مَعْمَر عَنْ حُمَيْد الْأَعْرَج عَنْ مُجَاهِد قَالَ : دَخَلْت عَلَى اِبْن عَبَّاس فَقُلْت يَا أَبَا عَبَّاس كُنْت عِنْد اِبْن عُمَر فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَة فَبَكَى قَالَ : أَيَّة آيَة ؟ قُلْت " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ " قَالَ اِبْن عَبَّاس إِنَّ هَذِهِ الْآيَة حِين أُنْزِلَتْ غَمَّتْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَمًّا شَدِيدًا وَغَاظَتْهُمْ غَيْظًا شَدِيدًا يَعْنِي وَقَالُوا يَا رَسُول اللَّه هَلَكْنَا إِنْ كُنَّا نُؤَاخَذ بِمَا تَكَلَّمْنَا وَبِمَا نَعْمَل فَأَمَّا قُلُوبنَا فَلَيْسَتْ بِأَيْدِينَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا " فَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا قَالَ فَنَسَخَتْهَا هَذِهِ الْآيَة " آمَنَ الرَّسُول بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبّه وَالْمُؤْمِنُونَ كُلّ آمَنَ بِاَللَّهِ " إِلَى" لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ " فَتَجَوَّزَ لَهُمْ عَنْ حَدِيث النَّفْس وَأُخِذُوا بِالْأَعْمَالِ " طَرِيقٌ أُخْرَى " عَنْهُ قَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي يُونُس أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي يُونُس بْن يَزِيد عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ سَعِيد بْن مَرْجَانَة سَمِعَهُ يُحَدِّث أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ جَالِس مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر تَلَا هَذِهِ الْآيَة" لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه فَيَغْفِر لِمَنْ يَشَاء " الْآيَة فَقَالَ : وَاَللَّه لَئِنْ آخَذَنَا اللَّه بِهَذَا لَنَهْلِكَنَّ ثُمَّ بَكَى اِبْن عُمَر حَتَّى سَمِعَ نَشِيجه قَالَ اِبْن مَرْجَانَة : فَقُمْت حَتَّى أَتَيْت اِبْن عَبَّاس فَذَكَرْت لَهُ مَا قَالَ اِبْن عُمَر وَمَا فَعَلَ حِين تَلَاهَا فَقَالَ اِبْن عَبَّاس يَغْفِر اللَّه لِأَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْعُمَرِيّ لَقَدْ وَجَدَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهَا حِين أُنْزِلَتْ مِثْل مَا وَجَدَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْدهَا " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " إِلَى آخِر السُّورَة قَالَ اِبْن عَبَّاس : فَكَانَتْ هَذِهِ الْوَسْوَسَة مِمَّا لَا طَاقَة لِلْمُسْلِمِينَ بِهَا وَصَارَ الْأَمْر إِلَى أَنْ قَضَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ لِلنَّفْسِ مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اِكْتَسَبَتْ فِي الْقَوْل وَالْفِعْل " طَرِيقٌ أُخْرَى " قَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِسْحَاق حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُونَ عَنْ سُفْيَان بْن حُسَيْن عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ سَالِم أَنَّ أَبَاهُ قَرَأَ " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه" فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَبَلَغَ صَنِيعه اِبْن عَبَّاس فَقَالَ : يَرْحَم اللَّه أَبَا عَبْد الرَّحْمَن لَقَدْ صَنَعَ كَمَا صَنَعَ أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِين أُنْزِلَتْ فَنَسَخَتْهَا الْآيَة الَّتِي بَعْدهَا " لَا يُكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا " فَهَذِهِ طُرُق صَحِيحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ اِبْن عُمَر كَمَا ثَبَتَ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاق حَدَّثَنَا رَوْح حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ خَالِد الْحَذَّاء عَنْ مَرْوَان الْأَصْغَر عَنْ رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَبهُ اِبْن عُمَر " إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ " قَالَ : نَسَخَتْهَا الْآيَة الَّتِي بَعْدهَا وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَكَعْب الْأَحْبَار وَالشَّعْبِيّ وَالنَّخَعِيّ وَمُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَقَتَادَة أَنَّهَا مَنْسُوخَة بِاَلَّتِي بَعْدهَا وَقَدْ ثَبَتَ بِمَا رَوَاهُ الْجَمَاعَة فِي كُتُبهمْ السِّتَّة مِنْ طَرِيق قَتَادَة عَنْ زُرَارَة بْن أَبِي أَوْفَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِنَّ اللَّه تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسهَا مَا لَمْ تَكَلَّم أَوْ تَعْمَل " . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيث سُفْيَان بْن عُيَيْنَة عَنْ أَبِي الزِّنَاد عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " قَالَ اللَّه إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِسَيِّئَةٍ فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا سَيِّئَة وَإِذَا هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا فَاكْتُبُوهَا حَسَنَة فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا عَشْرًا " لَفْظ مُسْلِم وَهُوَ فِي إِفْرَاده مِنْ طَرِيق إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " قَالَ اللَّه : إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ وَلَمْ يَعْمَلهَا كَتَبْتهَا لَهُ حَسَنَة فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتهَا لَهُ عَشْر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا لَمْ أَكْتُبهَا عَلَيْهِ فَإِنْ عَمِلَهَا كَتَبْتهَا سَيِّئَة وَاحِدَة " وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق : أَخْبَرَنَا مَعْمَر عَنْ هَمَّام بْن مُنَبِّه قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَة عَنْ مُحَمَّد رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ " قَالَ اللَّه إِذَا تَحَدَّثَ عَبْدِي بِأَنْ يَعْمَل حَسَنَة فَأَنَا أَكْتُبهَا لَهُ حَسَنَة مَا لَمْ يَعْمَل فَإِذَا عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبهَا بِعَشْرِ أَمْثَالهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ بِأَنْ يَعْمَل سَيِّئَة فَأَنَا أَغْفِرهَا لَهُ مَا لَمْ يَعْمَلهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَأَنَا أَكْتُبهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " وَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " قَالَتْ الْمَلَائِكَة رَبّ ذَاكَ عَبْدُك يُرِيد أَنْ يَعْمَل سَيِّئَة وَهُوَ أَبْصَر بِهِ فَقَالَ اُرْقُبُوهُ فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَة وَإِنَّمَا تَرَكَهَا مِنْ جَرَّايَ " وَقَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " إِذَا أَحْسَنَ أَحَدٌ إِسْلَامَهُ فَإِنَّ لَهُ بِكُلِّ حَسَنَة يَعْمَلهَا تُكْتَب لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف وَكُلّ سَيِّئَة تُكْتَب بِمِثْلِهَا حَتَّى يَلْقَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِم عَنْ مُحَمَّد بْن رَافِع عَنْ عَبْد الرَّزَّاق بِهَذَا السِّيَاق وَاللَّفْظ وَبَعْضه فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ وَقَالَ مُسْلِم أَيْضًا : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا خَالِد الْأَحْمَر عَنْ هِشَام عَنْ اِبْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَة وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَعَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا إِلَى سَبْعمِائَةِ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا لَمْ تُكْتَب لَهُ وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ " تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِم دُون غَيْره مِنْ أَصْحَاب الْكُتُب وَقَالَ مُسْلِم أَيْضًا : حَدَّثَنَا شَيْبَان بْن فَرُّوخ حَدَّثَنَا عَبْد الْوَارِث عَنْ الْجَعْد أَبِي عُثْمَان حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاء الْعُطَارِدِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبّه تَعَالَى قَالَ " إِنَّ اللَّه كَتَبَ الْحَسَنَات وَالسَّيِّئَات ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا كَتَبَهَا اللَّه لَهُ عِنْده حَسَنَة كَامِلَة وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّه عِنْده عَشْر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْف إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلهَا كَتَبَهَا اللَّه عِنْده حَسَنَة وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّه عِنْده سَيِّئَة وَاحِدَة" ثُمَّ رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ يَحْيَى بْن يَحْيَى عَنْ جَعْفَر بْن سُلَيْمَان عَنْ الْجَعْد أَبِي عُثْمَان فِي هَذَا الْإِسْنَاد بِمَعْنَى حَدِيث عَبْد الرَّزَّاق زَادَ " وَمَحَاهَا اللَّه وَلَا يَهْلِك عَلَى اللَّهِ إِلَّا هَالِكٌ " وَفِي حَدِيث سُهَيْل عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : جَاءَ نَاس مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلُوهُ فَقَالُوا إِنَّا نَجِد فِي أَنْفُسنَا مَا يَتَعَاظَم أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّم بِهِ قَالَ " وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ " قَالُوا نَعَمْ قَالَ " ذَاكَ صَرِيح الْإِيمَان " لَفْظ مُسْلِم وَهُوَ عِنْد مُسْلِم أَيْضًا مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهِ وَرَوَى مُسْلِم أَيْضًا مِنْ حَدِيث مُغِيرَة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَلْقَمَة عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ : سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوَسْوَسَة قَالَ " تِلْكَ صَرِيحُ الْإِيمَان " . وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " فَإِنَّهَا لَمْ تُنْسَخ لَكِنَّ اللَّه إِذَا جَمَعَ الْخَلَائِق يَوْم الْقِيَامَة يَقُول إِنِّي أُخْبِركُمْ بِمَا أَخْفَيْتُمْ فِي أَنْفُسكُمْ مِمَّا لَمْ يَطَّلِع عَلَيْهِ مَلَائِكَتِي فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيُخْبِرهُمْ وَيَغْفِر لَهُمْ مَا حَدَّثُوا بِهِ أَنْفُسهمْ وَهُوَ قَوْله " يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " يَقُول يُخْبِركُمْ وَأَمَّا أَهْل الشَّكّ وَالرَّيْب فَيُخْبِرهُمْ بِمَا أَخْفَوْهُ مِنْ التَّكْذِيب وَهُوَ قَوْله " فَيَغْفِر لِمَنْ يَشَاء وَيُعَذِّب مَنْ يَشَاء " وَهُوَ قَوْله " وَلَكِنْ يُؤَاخِذكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبكُمْ " أَيْ مِنْ الشَّكّ وَالنِّفَاق وَقَدْ رَوَى الْعَوْفِيّ وَالضَّحَّاك عَنْهُ قَرِيبًا مِنْ هَذَا . وَرَوَى اِبْن جَرِير عَنْ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك نَحْوه وَعَنْ الْحَسَن الْبَصْرِيّ أَنَّهُ قَالَ : هِيَ مُحْكَمَة لَمْ تُنْسَخ وَاخْتَارَ اِبْن جَرِير ذَلِكَ وَاحْتَجَّ عَلَى أَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ الْمُحَاسَبَة الْمُعَاقَبَة وَأَنَّهُ تَعَالَى قَدْ يُحَاسِب وَيَغْفِر وَقَدْ يُحَاسِب وَيُعَاقِب بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عِنْد هَذِهِ الْآيَة قَائِلًا : حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي عَدِيّ عَنْ سَعِيد بْن هِشَام " ح " وَحَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة حَدَّثَنَا اِبْن هِشَام قَالَا جَمِيعًا فِي حَدِيثهمَا عَنْ قَتَادَة عَنْ صَفْوَان بْن مُحْرِز قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ نَطُوف بِالْبَيْتِ مَعَ عَبْد اللَّه بْن عُمَر وَهُوَ يَطُوف إِذَا عَرَضَ لَهُ رَجُل فَقَالَ يَا اِبْن عُمَر مَا سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول فِي النَّجْوَى ؟ قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول " يَدْنُو الْمُؤْمِن مِنْ رَبّه عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَضَع عَلَيْهِ كَنَفه فَيُقَرِّرهُ بِذُنُوبِهِ فَيَقُول لَهُ هَلْ تَعْرِف كَذَا فَيَقُول رَبّ أَعْرِف مَرَّتَيْنِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بِهِ مَا شَاءَ اللَّه أَنْ يَبْلُغ قَالَ فَإِنِّي قَدْ سَتَرْتهَا عَلَيْك فِي الدُّنْيَا وَإِنِّي أَغْفِرهَا لَك الْيَوْم قَالَ فَيُعْطَى صَحِيفَة حَسَنَاته أَوْ كِتَابه بِيَمِينِهِ وَأَمَّا الْكُفَّار وَالْمُنَافِقُونَ فَيُنَادَى بِهِمْ عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد " هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ " وَهَذَا الْحَدِيث مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرهمَا مِنْ طُرُق مُتَعَدِّدَة عَنْ قَتَادَة بِهِ وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن حَرْب حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْت عَائِشَة عَنْ هَذِهِ الْآيَة " وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ اللَّه " فَقَالَتْ : مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَد مُنْذُ سَأَلْت رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْهَا فَقَالَتْ : هَذِهِ مُعَاتَبَةُ اللَّه الْعَبْد وَمَا يُصِيبهُ مِنْ الْحُمَّى وَالنَّكْبَة وَالْبِضَاعَة يَضَعهَا فِي يَد كُمّه فَيَفْقِدهَا فَيَفْزَع لَهَا ثُمَّ يَجِدهَا فِي ضِبْنِهِ حَتَّى إِنَّ الْمُؤْمِن لَيَخْرُج مِنْ ذُنُوبه كَمَا يَخْرُج التِّبْر الْأَحْمَر وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن جَرِير مِنْ طَرِيق حَمَّاد بْن سَلَمَة بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثه قُلْت وَشَيْخه عَلِيّ بْن زَيْد بْن جُدْعَان ضَعِيف يُغْرِب فِي رِوَايَاته وَهُوَ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيث عَنْ اِمْرَأَة أَبِيهِ أُمّ مُحَمَّد أُمَيَّة بِنْت عَبْد اللَّه عَنْ عَائِشَة وَلَيْسَ لَهَا عَنْهَا فِي الْكُتُب سِوَاهُ .
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الإثنين 25 أبريل 2011, 02:37

جزاك الله خيراً أخي التائب وأسعدك ربي في الدارين
بارك الله فيك
تقبل مروري
في رحاب آية … آيات أبكت رسول الله

يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاللّهُ عَلَىَ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ، الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”، (آيات:189 191).

في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.

ومعنى قوله عز وجل: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض…”، أي: له وحده سبحانه ملك السموات والأرض بما فيهما، فهو وحده صاحب السلطان القاهر في هذا العالم يتصرف فيه كيفما يشاء.


عبر.. وعظات



وبعد أن بيّن سبحانه أن ملك السموات والأرض بقبضته، أشار سبحانه إلى ما فيهما من عبر وعظات فقال: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ”.

أي: إن في إيجاد السموات والأرض على هذا النحو البديع، وفي إيجاد الليل والنهار على تلك الحالة المتعاقبة، وفي اختلافهما طولا وقصرا، في كل ذلك لأمارات واضحة وأدلة ساطعة، لأصحاب العقول السليمة على وحدانية الله تعالى، وعظيم قدرته وباهر حكمته.

وقد أورد المفسرون كثيرا من الآثار في فضل هذه الآيات وما بعدها حتى نهاية سورة “آل عمران”.

وروي عن عطاء رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة رضي الله عنها، فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقال لها ابن عمر: أخبرينا بأعجب ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبكت وقالت: كل أمره عجب. أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: يا عائشة: ذريني أتعبد لربي عز وجل.. قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني أحب أن تعبد ربك، فقام صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ هذه الليلة: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض..” إلى آخر الآيات، ثم قال: “ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها”.


دعوة للتفكير



ثم وصف الحق سبحانه وتعالى أولي الألباب بصفات كريمة فقال: “الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً”.

أي: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات واضحات على وحدانية الله وقدرته لأصحاب العقول السليمة الذين من صفاتهم أنهم يذكرون الله، أي يستحضرون عظمته في قلوبهم، ويكثرون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم، ويداومون على ذلك في جميع أحوالهم.

ثم وصفهم سبحانه وتعالى بوصف آخر فقال: “وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض” أي: إن من صفات هؤلاء العباد أصحاب العقول السليمة أنهم يكثرون من ذكر الله تعالى ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل بوحدانية الله وعظيم قدرته.

ثم حكى الحق سبحانه بثمرات ذكرهم وتفكرهم في خلقه فقال: “رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”.

أي أنهم بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار.


عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الإثنين 25 أبريل 2011, 07:28

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أخى عمر أضافة قيمة تعطى فكرة كلما دخلنا على الموضوع
أو المنتدى نضع اّيه وتفسيرها وبذلك نستفيد جميعا مع وضع
أسم التفسير مثال القرطبى أو ابن كثير او الجلالين أهم شئ
يكون مصدر تفسير موثوق منه وبذلك ندعوا الله أن تكون
تلك الااّيه شفيعة لنا عند المولى عز وجل أن شاء الله جميعا والاهم العمل بها
كلا على قدرة أستطاعته داعيا الله أن يوفق الجميع ويسدد خطاهم لما يحب ويرضى
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الإثنين 25 أبريل 2011, 07:33


سورة التوبة آية رقم 105
{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}

تفسير ابن كثير :
قال مجاهد : هذا وعيد يعني من الله تعالى للمخالفين أوامره بأن أعمالهم ستعرض عليه تبارك وتعالى وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين وهذا كائن لا محالة يوم القيامة كما قال " يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية " وقال تعالى " يوم تبلى السرائر " وقال " وحصل ما في الصدور " وقد يظهر الله تعالى ذلك للناس في الدنيا كما قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لأخرج الله عمله للناس كائنا ما كان " وقد ورد : إن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ كما قال أبو داود الطيالسي : حدثنا الصلت بن دينار عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك " وقال الإمام أحمد أنبأنا عبد الرزاق عن سفيان عمن سمع أنسا يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا " اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا " وقال البخاري : قالت عائشة رضي الله عنها " إذا أعجبك حسن عمل امرئ مسلم فقل " اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " وقد ورد في الحديث شبيه بهذا قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد حدثنا حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " لا عليكم أن لا تعجبوا بأحد حتى تنظروا بم يختم له فإن العامل يعمل زمانا من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملا سيئا وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيئ لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملا صالحا وإذا أراد الله بعبده خيرا استعمله قبل موته " قالوا يا رسول الله وكيف يستعمله ؟ قال " يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه " تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه .

التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الإثنين 25 أبريل 2011, 08:10

بارك الله فيمك أخي التائب وجزاك الله عنا خيراً
سلمت يمينك
تقبل تحياتي
عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الثلاثاء 26 أبريل 2011, 10:42

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}

يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله أي في هذا الموضع الكريم الذي يرفعكم الله إليه.
وهل أرفع من مكان يكون فيه العبد نصيرا للرب؟! إن هذه الصفة تحمل من التكريم ما هو أكبر من الجنة والنعيم. كونوا أنصار الله،
{كما قال عيسى بن مريم للحواريين: من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون: نحن أنصارالله}.
الحواريون هم تلاميذ المسيح -عليه السلام- وهم الذين قاموا بعد رفعه بنشر تعاليمه وحفظ وصاياه. فانتدبوا لهذا الأمر ونالوا هذا التكريم. وعيسى جاء ليبشر بالنبي الجديد والدين الأخير. فما أجدر أتباع محمد أن ينتدبوا لهذا الأمر الدائم، كما انتدب الحواريون للأمر الموقوت.


{فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}.

كانت هذه هي العاقبة؟

وتأويل هذا النص يمكن أن ينصرف إلى أحد معنيين:

إما أن الذين آمنوا برسالة عيسى عليه السلام هم المسيحيون إطلاقا. وقد أيدهم الله على اليهود الذين لم يؤمنوا به
أصلا كما حدث في التاريخ.
وإما أن الذين آمنوا هم الذين أصروا على التوحيد في وجه المؤلهين لعيسى والمثلثين وسائر النحل التي انحرفت عن التوحيد.

ومعنى أنهم أصبحوا ظاهرين أي بالحجة والبرهان. أو أن التوحيد الذي هم عليه هو الذي أظهره الله بهذا الدين الأخير.
الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الثلاثاء 26 أبريل 2011, 11:36

بسم الله الرحمن الرحيم
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
تفسير بن كثير (الاية 255 من سورة البقرة)

أي آية في كتاب الله أعظم قال : الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال : آية الكرسي قال " ليهنك العلم أبا الهذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا سفيان عن سعيد الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح عن أبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله منذر والذي نفسي بيده إن لها لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش " وقد رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري به وليس عنده زيادة والذي نفسي بيده إلخ ." حديث آخر " عن أبي أيضا في فضل آية الكرسي قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا ميسرة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبيدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان له جرن فيه تمر قال : فكان أبي يتعاهده فوجده ينقص قال فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبيه الغلام المحتلم قال : فسلمت عليه فرد السلام قال : فقلت ما أنت ؟ جني أم إنسي ؟ قال : جني . قال : قلت له ناولني يدك قال فناولني يده فإذا يد كلب وشعر كلب فقلت هكذا خلق الجن ؟ قال لقد علمت الجن ما فيهم أشد مني . قلت فما حملك على ما صنعت ؟ قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك قال : فقال له أبي فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال : هذه الآية آية الكرسي ثم غدا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال النبي صدق الخبيث وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي داود الطيالسي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده به وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه " طريق أخرى" قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عثمان بن عتاب قال : سمعت أبا السليل قال : كان رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث الناس حتى يكثروا عليه فيصعد على سطح بيت فيحدث الناس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي آية في القرآن أعظم فقال رجل" الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قال فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي أو قال فوضع يده بين ثديي فوجدت بردها بين كتفي وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر " حديث آخر " عن الأسقع البكري قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أبو يزيد القراطيسي حدثنا يعقوب بن أبي عباد المكي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج أخبرني عمر بن عطاء أن مولى ابن الأسقع رجل صدق أخبره عن الأسقع البكري أنه سمعه يقول إن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءهم في صفة المهاجرين فسأله إنسان : أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم " حتى انقضت الآية . " حديث آخر " عن أنس قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل رجلا من صحابته فقال أي فلان هل تزوجت ؟ قال : لا وليس عندي ما أتزوج به قال أوليس معك : قل هو الله أحد ؟ قال بلى قال " ربع القرآن " قال " أليس معك قل يا أيها الكافرون ؟ قال بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا زلزلت ؟ قال : بلى قال ربع القرآن قال أليس معك إذا جاء نصر الله ؟ قال بلى . قال ربع القرآن قال أليس معك آية الكرسي الله لا إله إلا هو ؟ قال بلى قال ربع القرآن . " حديث آخر " عن أبي ذر جندب بن جنادة قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست فقال يا أبا ذر هل صليت ؟ قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن قال : قلت يا رسول الله أوللإنس شياطين ؟ قال نعم قال : قلت يا رسول الله الصلاة قال خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر قال : قلت يا رسول الله فالصوم ؟ قال فرض مجزئ وعند الله مزيد قلت يا رسول الله فالصدقة ؟ قال أضعاف مضاعفة قلت يا رسول الله فأيها أفضل ؟ قال جهد من مقل أو سر إلى فقير قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول ؟ قال آدم قلت يا رسول الله ونبي كان ؟ قال نعم نبي مكلم قلت يا رسول الله كم المرسلون قال ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا وقال مرة وخمسة عشر قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم ؟ قال آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" ورواه النسائي " حديث آخر " عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه - وأرضاه قال الإمام أحمد : حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنه كان في سهوة له وكانت الغول تجيء فتأخذ فشكاها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال فإذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت إني لا أعود فأرسلها فجاء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك ؟ قال أخذتها فقالت : إني لا أعود فأرسلتها فقال : إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول لا أعود وأجيء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول ما فعل أسيرك فأقول أخذتها فتقول لا أعود فيقول إنها عائدة فأخذتها فقالت أرسلني وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك شيء : آية الكرسي فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال صدقت وهي كذوب ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن بندار عن أبي أحمد الزبيري به وقال حسن غريب والغول في لغة العرب : الجان إذا تبدى في الليل . وقد ذكر البخاري هذه القصة عن أبي هريرة فقال في كتاب فضائل القرآن وفي كتاب الوكالة وفي صفة إبليس من صحيحة قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت : لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة ؟ قال : قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال أما إنه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله بها وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال : دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وما هي ؟ قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك البارحة ؟ قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال : ما هي ؟ قال : قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أما إنه صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب من ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قال : ذاك شيطان كذا رواه البخاري معلقا بصيغة الجزم وقد رواه النسائي في اليوم والليلة عن إبراهيم بن يعقوب عن عثمان بن الهيثم فذكره - وقد روي من وجه آخر عن أبي هريرة بسياق آخر قريب من هذا فقال الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسيره : حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار حدثنا أحمد بن زهير بن حرب أنبأنا مسلم بن إبراهيم أنبأنا إسماعيل بن مسلم العبدي أنبأنا أبو المتوكل الناجي أن أبا هريرة كان معه مفتاح بيت الصدقة وكان فيه تمر فذهب يوما ففتح الباب فوجد التمر قد أخذ منه ملء كف ودخل يوما آخر فإذا قد أخذ منه ملء كف ثم دخل يوما آخر ثالثا فإذا قد أخذ منه مثل ذلك فشكا ذلك أبو هريرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - تحب أن تأخذ صاحبك هذا قال نعم قال فإذا فتحت الباب فقل سبحان من سخرك محمد " فذهب ففتح الباب فقال سبحان من سخرك محمد فإذا هو قائم بين يديه قال : يا عدو الله أنت صاحب هذا ؟ قال : نعم دعني فإني لا أعود ما كنت آخذا إلا لأهل بيت من الجن فقراء فخلى عنه ثم عاد الثانية ثم عاد الثالثة فقلت أليس قد عاهدتني ألا تعود ؟ لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا تفعل فإنك إن تدعني علمتك كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن صغير ولا كبير ذكر ولا أنثى قال له لتفعلن ؟ قال نعم قال ما هن قال " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " قرأ آية الكرسي حتى ختمها فتركه فذهب فلم يعد فذكر ذلك أبو هريرة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أما علمت أن ذلك كذلك وقد رواه النسائي عن أحمد بن محمد بن عبيد الله عن شعيب بن حرب عن إسماعيل بن مسلم عن أبي المتوكل عن أبي هريرة به وقد تقدم لأبي بن كعب كائنة مثل هذه أيضا فهذه ثلاث وقائع . " قصة أخرى " قال أبو عبيد في كتاب الغريب : حدثنا أبو معاوية عن أبي عاصم الثقفي عن الشعبي عن عبد الله بن مسعود قال : خرج رجل من الإنس فلقيه رجل من الجن فقال : هل لك أن تصارعني ؟ فإن صرعتني علمتك آية إذا قرأتها حين تدخل بيتك لم يدخل شيطان فصارعه فصرعه فقال : إني أراك ضئيلا شخيتا كأن ذراعيك ذراعا كلب أفهكذا أنتم أيها الجن كلكم أم أنت من بينهم ؟ فقال إني بينهم لضليع فعاودني فصارعه فصرعه الإنسي فقال : تقرأ آية الكرسي فإنه لا يقرأها أحد إذا دخل بيته إلا خرج الشيطان وله خيخ كخيخ الحمار فقيل لابن مسعود : أهو عمر ؟ فقال : من عسى أن يكون إلا عمر قال أبو عبيد : الضئيل النحيف الجسيم والخيخ بالخاء المعجمة ويقال بالحاء المهملة الضراط . " حديث آخر " عن أبي هريرة قال الحاكم أبو عبد الله في مستدركه : حدثنا علي بن حماد حدثنا بشر بن موسى حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثني حكيم بن جبير الأسدي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : سورة البقرة فيها آية سيدة آي القرآن لا تقرأ في بيت فيه شيطان إلا خرج منه : آية الكرسي وكذا رواه من طريق آخر عن زائدة عن حكيم بن جبير ثم قال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه كذا قال وقد رواه الترمذي من حديث زائدة ولفظه لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن : آية الكرسي ثم قال : غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم فيه شعبة وضعفه " قلت " وكذا ضعفه أحمد ويحيى بن معين وغير واحد من الأئمة وتركه ابن مهدي وكذبه السعدي . " حديث آخر " قال ابن مردويه : حدثنا عبد الباقي بن نافع أخبرنا عيسى بن محمد المروزي أخبرنا عمر بن محمد البخاري أخبرنا عيسى بن موسى غنجار عن عبد الله بن كيسان حدثنا يحيى أخبرنا يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب أنه خرج ذات يوم إلى الناس وهم سماطات فقال : أيكم يخبرني بأعظم آية في القرآن فقال ابن مسعود على الخبير سقطت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : أعظم آية في القرآن " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " . " حديث آخر " في اشتماله على اسم الله الأعظم قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن بكير أنبأنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في هاتين الآيتين " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " و" الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم " إن فيهما اسم الله الأعظم وكذا رواه أبو داود عن مسدد والترمذي عن علي بن خشرم وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي زياد به وقال الترمذي : حسن صحيح. " حديث آخر " في معنى هذا عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال ابن مردويه : أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أخبرنا هشام بن عمار أنبأنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبد الله بن العلاء بن زيد أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث : سورة البقرة وآل عمران وطه وقال هشام وهو ابن عمار خطيب دمشق : أما البقرة " الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي آل عمران " الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وفي طه " وعنت الوجوه للحي القيوم " . " حديث آخر " عن أبي أمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المكتوبة قال أبو بكر بن مردويه : حدثنا محمد بن محرز بن يناور الأدمي أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن أخبرنا الحسن بن بشر بطرسوس أخبرنا محمد بن حمير أخبرنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ دبر كل صلاة مكتوبة آية الكرسي لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت . وهكذا رواه النسائي في اليوم والليلة عن الحسن بن بشر به وأخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث محمد بن حمير وهو الحمصي من رجال البخاري أيضا فهو إسناد على شرط البخاري وقد زعم أبو الفرج ابن الجوزي أنه حديث موضوع والله أعلم وقد روى ابن مردويه من حديث علي والمغيرة بن شعبة وجابر بن عبد الله نحو هذا الحديث ولكن في إسناد كل منهما ضعف وقال ابن مردويه أيضا حدثنا محمد بن الحسن بن زياد المقري أخبرنا يحيى بن درستويه المروزي أخبرنا زياد بن إبراهيم أخبرنا أبو حمزة السكري عن المثنى عن قتادة عن الحسن عن أبي موسى الأشعري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أوحى الله إلى موسى بن عمران عليه السلام أن اقرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة فإنه من يقرأها في دبر كل صلاة مكتوبة أجعل له قلب الشاكرين ولسان الذاكرين وثواب النبيين وأعمال الصديقين ولا يواظب على ذلك إلا نبي أو صديق أو عبد امتحنت قلبه للإيمان أو أريد قتله في سبيل الله وهذا حديث منكر جدا . " حديث آخر " في أنها تحفظ من قرأها أول النهار وأول الليل قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي المديني أخبرنا ابن أبي فديك عن عبد الرحمن المليكي عن زرارة بن مصعب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قرأ : " حم " المؤمن إلى " إليه المصير" وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي ومن قرأهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح ثم قال هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل العلم في عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة المليكي من قبل حفظه . وقد ورد في فضلها أحاديث أخر تركناها اختصارا لعدم صحتها وضعف أسانيدها كحديث علي في قراءتها عند الحجامة أنها تقوم مقام حجامتين وحديث أبي هريرة في كتابتها في اليد اليسرى بالزعفران سبع مرات وتلحس للحفظ وعدم النسيان أوردهما ابن مردويه وغير ذلك . " وهذه الآية مشتملة على عشر جمل مستقلة " فقوله " الله لا إله إلا هو" إخبار بأنه المنفرد بالإلهية لجميع الخلائق" الحي القيوم " أي الحي في نفسه الذي لا يموت أبدا القيم لغيره وكان عمر يقرأ القيام فجميع الموجودات مفتقرة إليه وهو غني عنها ولا قوام لها بدون أمره كقوله " ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره " وقوله " لا تأخذه سنة ولا نوم" أي لا يعتريه نقص ولا غفلة ولا ذهول عن خلقه بل هو قائم على كل نفس بما كسبت شهيد على كل شيء لا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه خافية ومن تمام القيومية أنه لا يعتريه سنة ولا نوم فقوله" لا تأخذه " أي لا تغلبه سنة وهي الوسن والنعاس ولهذا قال ولا نوم لأنه أقوى من السنة وفي الصحيح عن أبي موسى قال : قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأربع كلمات فقال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر أخبرني الحكم بن أبان عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله " لا تأخذه سنة ولا نوم " أن موسى عليه السلام سأل الملائكة هل ينام الله عز وجل ؟ فأوحى الله تعالى إلى الملائكة وأمرهم أن يؤرقوه ثلاثا فلا يتركوه ينام ففعلوا ثم أعطوه قارورتين فأمسكهما ثم تركوه وحذروه أن يكسرهما قال فجعل ينعس وهما في يده في كل يد واحدة قال فجعل ينعس وينبه وينعس وينبه حتى نعس نعسة فضرب إحداهما بالأخرى فكسرهما قال معمر : إنما هو مثل ضربه الله عز وجل يقول فكذلك السموات والأرض في يده وهكذا رواه ابن جرير عن الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق فذكره وهو من أخبار بني إسرائيل وهو مما يعلم أن موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من أمر الله عز وجل وأنه منزه عنه وأغرب من هذا كله الحديث الذي رواه ابن جرير : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي عكرمة عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال وقع في نفس موسى هل ينام الله ؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال فجعل ينام وكادت يداه تلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال : ضرب الله عز وجل مثلا أن الله لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض وهذا حديث غريب جدا والأظهر أنه إسرائيلي لا مرفوع والله أعلم وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن بني إسرائيل قالوا : يا موسى هل ينام ربك ؟ قال اتقوا الله فناداه ربه عز وجل يا موسى سألوك هل ينام ربك فخذ زجاجتين في يديك فقم الليلة ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلث نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكت كما هلكت الزجاجتان في يديك فأنزل الله عز وجل على نبيه آية الكرسي . وقوله " له ما في السموات وما في الأرض " إخبار بأن الجميع عبيده وفي ملكه وتحت قهره وسلطانه كقوله " إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا " وقوله " من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه " كقوله " وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى " وكقوله" ولا يشفعون إلا لمن ارتضى " وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحد عنده إلا بإذنه له في الشفاعة كما في حديث الشفاعة آتي تحت العرش فأخر ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع " قال " فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة . وقوله " يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم" دليل على إحاطة علمه بجميع الكائنات ماضيها وحاضرها ومستقبلها كقوله إخبارا عن الملائكة " وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " . وقوله" ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء " أي لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه ويحتمل أن يكون المراد لا يطلعون أحدا على شيء من علم ذاته وصفاته إلا بما أطلعهم الله عليه كقوله " ولا يحيطون به علما " . وقوله " وسع كرسيه السموات والأرض" قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس عن مطرف بن طريف عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله " وسع كرسيه السموات والأرض " قال : علمه وكذا رواه ابن جرير من حديث عبد الله بن إدريس وهشيم كلاهما عن مطرف بن طريف به قال ابن أبي حاتم : وروي عن سعيد بن جبير مثله ثم قال ابن جرير : وقال آخرون : الكرسي موضع القدمين ثم رواه عن أبي موسى والسدي والضحاك ومسلم البطين وقال شجاع بن مخلد في تفسيره : أخبرنا أبو عاصم عن سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : سئل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عن قول الله عز وجل " وسع كرسيه السموات والأرض" قال كرسيه موضع قدميه والعرش لا يقدر قدره إلا الله عز وجل كذا أورد هذا الحديث الحافظ أبو بكر بن مردويه من طريق شجاع بن مخلد الفلاس فذكره وهو غلط وقد رواه وكيع في تفسيره حدثنا سفيان عن عمار الذهبي عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر أحد قدره وقد رواه الحاكم في مستدركه عن أبي العباس بن محمد بن أحمد المحبوبي عن محمد بن معاذ عن أبي عاصم عن سفيان وهو الثوري بإسناده عن ابن عباس موقوفا مثله وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقد رواه ابن مردويه من طريق الحاكم بن ظهير الفزاري الكوفي وهو متروك عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا ولا يصح أيضا وقال السدي عن أبي مالك : الكرسي تحت العرش : وقال السدي : السموات والأرض في جوف الكرسي والكرسي بين يدي العرش وقال الضحاك عن ابن عباس : لو أن السموات السبع والأرضين السبع بسطن ثم وصلن بعضهن إلى بعض ما كن في سعة الكرسي إلا بمنزلة الحلقة في المفازة ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم وقال ابن جرير : حدثني يونس أخبرني ابن وهب قال : قال ابن زيد : حدثني أبي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس قال وقال أبو ذر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهراني فلاة من الأرض . وقال أبو بكر بن مردويه أخبرنا سليمان بن أحمد أخبرنا عبد الله بن وهيب المقري أخبرنا محمد بن أبي اليسرى العسقلاني أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي عن القاسم بن محمد الثقفي
عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الكرسي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذي نفسي بيده ما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده حدثنا زهير حدثنا ابن أبي بكر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر - رضي الله عنه - قال : أتت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت : ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظم الرب تبارك وتعالى وقال إن كرسيه وسع السموات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد من ثقله وقد رواه الحافظ البزار في مسنده المشهور وعبد بن حميد وابن جرير في تفسيريهما والطبراني وابن أبي عاصم في كتابي السنة لهما والحافظ الضياء في كتاب المختار من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عبد الله بن خليفة وليس بذاك المشهور وفي سماعه من عمر نظر ثم منهم من يرويه عنه عن عمر
موقوفا ومنهم من يرويه عن عمر مرسلا ومنهم من يزيد في متنه زيادة غريبة ومنهم من يحذفها وأغرب من هذا حديث جابر بن مطعم في صفة العرش كما رواه أبو داود في كتابه السنة من سننه والله أعلم وقد روى ابن مردويه وغيره أحاديث عن بريدة وجابر وغيرهما في وضع الكرسي يوم القيامة لفصل القضاء والظاهر أن ذلك غير المذكور في هذه الآية وقد زعم بعض المتكلمين على علم الهيئة من الإسلاميين أن الكرسي عندهم هو الفلك الثامن وهو فلك الثوابت الذي فوقه الفلك التاسع وهو الفلك الأثير ويقال له الأطلس وقد رد ذلك عليهم آخرون وروى ابن جرير من طريق جويبر عن الحسن البصري أنه كان يقول الكرسي هو العرش والصحيح أن الكرسي غير العرش والعرش أكبر منه كما دلت على ذلك الآثار والأخبار وقد اعتمد ابن جرير على حديث عبد الله بن خليفة عن عمر في ذلك وعندي في صحته نظر والله أعلم . وقوله " ولا يئوده حفظهما " أي لا يثقله ولا يكترثه حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بينهما بل ذلك سهل عليه يسير لديه وهو القائم على كل نفس بما كسبت الرقيب على جميع الأشياء فلا يعزب عنه شيء ولا يغيب عنه شيء والأشياء كلها حقيرة بين يديه متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه محتاجة فقيرة وهو الغني الحميد الفعال لما يريد الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وهو القاهر لكل شيء الحسيب على كل شيء الرقيب العلي العظيم لا إله غيره ولا رب سواه فقوله " وهو العلي العظيم " كقوله " وهو الكبير المتعال" وهذه الآيات وما في معناها من الأحاديث الصحاح الأجود فيها طريقة السلف الصالح أمروها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه
عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الثلاثاء 26 أبريل 2011, 12:58

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وإن يونس لمن المرسلين ( 139 ) إذ أبق إلى الفلك المشحون ( 140 ) فساهم فكان من المدحضين ( 141 ) فالتقمه الحوت وهو مليم ( 142 ) فلولا أنه كان من المسبحين ( 143 ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ( 144 ) فنبذناه بالعراء وهو سقيم ( 145 ) وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ( 146 ) وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ( 147 ) فآمنوا فمتعناهم إلى حين ( 148 ) )

قد تقدمت قصة يونس - عليه السلام - في سورة الأنبياء . وفي الصحيحين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أمه " وفي رواية قيل : " إلى أبيه " .

وقوله : ( إذ أبق إلى الفلك المشحون ) قال ابن عباس : هو الموقر ، أي : المملوء بالأمتعة .

( فساهم ) أي : قارع ( فكان من المدحضين ) أي : المغلوبين . وذلك أن السفينة تلعبت بها الأمواج من كل جانب ، وأشرفوا على الغرق ، فساهموا على من تقع عليه القرعة يلقى في البحر ، لتخف بهم السفينة ، فوقعت القرعة على نبي الله يونس ، عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات ، وهم يضنون به أن يلقى من بينهم ، فتجرد من ثيابه ليلقي نفسه وهم يأبون عليه ذلك .

وأمر الله تعالى حوتا من البحر الأخضر أن يشق البحار ، وأن يلتقم ، يونس - عليه السلام - فلا يهشم له لحما ، ولا يكسر له عظما . فجاء ذلك الحوت وألقى يونس - عليه السلام - نفسه فالتقمه الحوت وذهب به فطاف به البحار كلها . ولما استقر يونس في بطن الحوت ، حسب أنه قد مات ثم حرك رأسه ورجليه وأطرافه فإذا هو حي ، فقام يصلي في بطن الحوت ، وكان من جملة دعائه : " يا رب ، اتخذت لك مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس " واختلفوا في مقدار ما لبث في بطن الحوت ، فقيل : ثلاثة أيام ، قاله قتادة . وقيل جمعة قاله جعفر الصادق . وقيل : أربعين يوما ، قاله أبو مالك .

[ ص: 39 ]

وقال مجالد ، عن الشعبي : التقمه ضحى ، وقذفه عشية .

والله أعلم بمقدار ذلك . وفي شعر أمية بن أبي الصلت :


وأنت بفضل منك نجيت يونسا وقد بات في أضعاف حوت لياليا


وقوله : ( فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) ، قيل : لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء . قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهب بن منبه ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير . وقد ورد في الحديث الذي سنورده ما يدل على ذلك إن صح الخبر . وفي حديث عن ابن عباس : " تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة "

وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وعطاء بن السائب ، والسدي ، والحسن ، وقتادة : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) يعني : المصلين .

وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك . وقال بعضهم : كان من المسبحين في جوف أبويه . وقيل : المراد : ( فلولا أنه كان من المسبحين ) هو قوله : ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ) [ الأنبياء : 87 ، 88 ] قاله سعيد بن جبير وغيره .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي حدثنا أبو صخر : أن يزيد الرقاشي حدثه : أنه سمع أنس بن مالك - ولا أعلم إلا أن أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أن يونس النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات ، وهو في بطن الحوت ، فقال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، قالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيدة غريبة ؟ فقال : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب ، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس . قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أولا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجيه في البلاء ؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه بالعراء " .

ورواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، به زاد ابن أبي حاتم : قال أبو صخر حميد بن زياد : فأخبرني ابن قسيط وأنا أحدثه هذا الحديث : أنه سمع أبا هريرة يقول : طرح بالعراء ، وأنبت الله عليه اليقطينة . قلنا : يا أبا هريرة ، وما اليقطينة ، قال : شجرة الدباء . قال أبو هريرة : وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت .

[ ص: 40 ]

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره :


فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله لولا الله ألفي ضاحيا


وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندا مرفوعا في تفسير سورة " الأنبياء " .

ولهذا قال تعالى : ( فنبذناه ) أي : ألقيناه ) بالعراء ) قال ابن عباس ، وغيره : وهي الأرض التي ليس بها نبت ولا بناء . قيل : على جانب دجلة . وقيل : بأرض اليمن . فالله أعلم .

( وهو سقيم ) أي : ضعيف البدن . قال ابن مسعود ، رضي الله عنه : كهيئة الفرخ ليس عليه ريش . وقال السدي : كهيئة الصبي : حين يولد ، وهو المنفوس . وقاله ابن عباس ، وابن زيد أيضا .

( وأنبتنا عليه شجرة من يقطين ) قال ابن مسعود ، وابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، ووهب بن منبه ، وهلال بن يساف وعبد الله بن طاوس ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني وغير واحد قالوا كلهم : اليقطين هو القرع .

وقال هشيم ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير : كل شجرة لا ساق لها فهي من اليقطين .

وفي رواية عنه : كل شجرة تهلك من عامها فهي من اليقطين .

وذكر بعضهم في القرع فوائد ، منها : سرعة نباته ، وتظليل ورقه لكبره ، ونعومته ، وأنه لا يقربها الذباب ، وجودة أغذية ثمره ، وأنه يؤكل نيئا ومطبوخا بلبه وقشره أيضا . وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الدباء ، ويتتبعه من حواشي الصحفة .

وقوله تعالى : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) روى شهر بن حوشب ، عن ابن عباس أنه قال : إنما كانت رسالة يونس بعد ما نبذه الحوت . رواه ابن جرير : حدثني الحارث قال : حدثنا الحسن قال : حدثنا أبو هلال عن شهر ، به .

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : أرسل إليهم قبل أن يلتقمه الحوت .

قلت : ولا مانع أن يكون الذين أرسل إليهم أولا أمر بالعود إليهم بعد خروجه من الحوت ، فصدقوه كلهم وآمنوا به . وحكى البغوي أنه أرسل إلى أمة أخرى بعد خروجه من الحوت ، كانوا مائة ألف أو يزيدون .

وقوله : ( أو يزيدون ) قال ابن عباس - في رواية عنه - : بل يزيدون ، وكانوا مائة وثلاثين ألفا . [ ص: 41 ] وعنه : مائة ألف وبضعة وثلاثين ألفا . وعنه : مائة ألف وبضعة وأربعين ألفا .

وقال سعيد بن جبير : يزيدون سبعين ألفا .

وقال مكحول : كانوا مائة ألف وعشرة آلاف . رواه ابن أبي حاتم .

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال : سمعت زهيرا عمن سمع أبا العالية قال : حدثني أبي بن كعب : أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قوله : ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) ، قال : " يزيدون عشرين ألفا " .

ورواه الترمذي عن علي بن حجر ، عن الوليد بن مسلم ، عن زهير ، عن رجل ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب ، به ، وقال : غريب . ورواه ابن أبي حاتم من حديث زهير ، به .

قال ابن جرير : وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول في ذلك : معناه إلى المائة الألف ، أو كانوا يزيدون عندكم ، يقول : كذلك كانوا عندكم .

وهكذا سلك ابن جرير هاهنا ما سلكه عند قوله تعالى : ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) [ البقرة : 74 ] ، وقوله ( إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ) [ النساء : 77 ] ، وقوله : ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) [ النجم : 9 ] أن المراد ليس أنقص من ذلك ، بل أزيد .

وقوله : ( فآمنوا ) أي : فآمن هؤلاء القوم الذين أرسل إليهم يونس - عليه السلام - جميعهم . ( فمتعناهم إلى حين ) أي : إلى وقت آجالهم ، كقوله : ( فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) [ يونس : 98 ] .


التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب السبت 30 أبريل 2011, 10:41

بسم الله الرحمن الرحيم

ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ( 65 ) فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ( 66 ) )
تفسير ابن كثير
يقول تعالى : ( ولقد علمتم ) يا معشر اليهود ، ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله وخالفوا عهده وميثاقه فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره ، إذ كان مشروعا لهم ، فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت ، بما وضعوه لها من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت ، فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة نشبت بتلك الحبائل والحيل ، فلم تخلص منها يومها ذلك ، فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت . فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة ، وهي أشبه شيء بالأناسي في الشكل الظاهر وليست بإنسان حقيقة . فكذلك أعمال هؤلاء وحيلهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة له في الباطن ، كان جزاؤهم من جنس عملهم . وهذه القصة مبسوطة في سورة الأعراف ، حيث يقول تعالى : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) [ الأعراف : 163 ] القصة بكمالها .

[ ص: 289 ]

وقال السدي : أهل هذه القرية هم أهل أيلة . وكذا قال قتادة ، وسنورد أقوال المفسرين هناك مبسوطة إن شاء الله وبه الثقة .

وقوله : ( كونوا قردة خاسئين ) قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) قال : مسخت قلوبهم ، ولم يمسخوا قردة ، وإنما هو مثل ضربه الله ( كمثل الحمار يحمل أسفارا ) [ الجمعة : 5 ] .

ورواه ابن جرير ، عن المثنى ، عن أبي حذيفة . وعن محمد بن عمرو الباهلي ، عن أبي عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، به .

وهذا سند جيد عن مجاهد ، وقول غريب خلاف الظاهر من السياق في هذا المقام وفي غيره ، قال الله تعالى : ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ) الآية [ المائدة : 60 ] .

وقال العوفي في تفسيره عن ابن عباس : ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) فجعل [ الله ] منهم القردة والخنازير . فزعم أن شباب القوم صاروا قردة والمشيخة صاروا خنازير .

وقال شيبان النحوي ، عن قتادة : ( فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) فصار القوم قرودا تعاوى لها أذناب بعد ما كانوا رجالا ونساء .

وقال عطاء الخراساني : نودوا : يا أهل القرية ، ( كونوا قردة خاسئين ) فجعل الذين نهوهم يدخلون عليهم فيقولون : يا فلان ، ألم ننهكم ؟ فيقولون برؤوسهم ، أي بلى .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة بالمصيصة ، حدثنا محمد بن مسلم - يعني الطائفي - عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : إنما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فواقا ثم هلكوا . ما كان للمسخ نسل .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : فمسخهم الله قردة بمعصيتهم ، يقول : إذ لا يحيون في الأرض إلا ثلاثة أيام ، قال : ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة أيام ، ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسل . وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلق في الستة الأيام التي ذكرها الله في كتابه ، فمسخ [ الله ] هؤلاء القوم في صورة القردة ، وكذلك يفعل بمن يشاء كما يشاء . ويحوله كما يشاء .

وقال أبو جعفر الرازي عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : ( كونوا قردة خاسئين ) قال : يعني [ ص: 290 ] أذلة صاغرين . وروي عن مجاهد ، وقتادة والربيع ، وأبي مالك ، نحوه .

وقال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس : إن الله إنما افترض على بني إسرائيل اليوم الذي افترض عليكم في عيدكم - يوم الجمعة - فخالفوا إلى السبت فعظموه ، وتركوا ما أمروا به . فلما أبوا إلا لزوم السبت ابتلاهم الله فيه ، فحرم عليهم ما أحل لهم في غيره . وكانوا في قرية بين أيلة والطور ، يقال لها : مدين ؛ فحرم الله عليهم في السبت الحيتان : صيدها وأكلها . وكانوا إذا كان يوم السبت أقبلت إليهم شرعا إلى ساحل بحرهم ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فلم يروا حوتا صغيرا ولا كبيرا . حتى إذا كان يوم السبت أتين شرعا ، حتى إذا ذهب السبت ذهبن ، فكانوا كذلك ، حتى إذا طال عليهم الأمد وقرموا إلى الحيتان ، عمد رجل منهم فأخذ حوتا سرا يوم السبت ، فخزمه بخيط ، ثم أرسله في الماء ، وأوتد له وتدا في الساحل فأوثقه ، ثم تركه . حتى إذا كان الغد جاء فأخذه ، أي : إني لم آخذه في يوم السبت ثم انطلق به فأكله . حتى إذا كان يوم السبت الآخر ، عاد لمثل ذلك ، ووجد الناس ريح الحيتان ، فقال أهل القرية : والله لقد وجدنا ريح الحيتان ، ثم عثروا على صنيع ذلك الرجل . قال : ففعلوا كما فعل ، وصنعوا سرا زمانا طويلا لم يعجل الله عليهم العقوبة حتى صادوها علانية وباعوها بالأسواق . فقالت طائفة منهم من أهل البقية : ويحكم ، اتقوا الله . ونهوهم عما يصنعون . فقالت طائفة أخرى لم تأكل الحيتان ، ولم تنه القوم عما صنعوا : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ) لسخطنا أعمالهم ( ولعلهم يتقون ) [ الأعراف : 164 ] .

قال ابن عباس : فبينما هم على ذلك أصبحت تلك البقية في أنديتهم ومساجدهم وفقدوا الناس فلم يرونهم قال : فقال بعضهم لبعض : إن للناس لشأنا! فانظروا ما هو . فذهبوا ينظرون في دورهم ، فوجدوها مغلقة عليهم ، قد دخلوها ليلا فغلقوها على أنفسهم ، كما يغلق الناس على أنفسهم فأصبحوا فيها قردة ، وإنهم ليعرفون الرجل بعينه وإنه لقرد ، والمرأة بعينها وإنها لقردة ، والصبي بعينه وإنه لقرد . قال : يقول ابن عباس : فلولا ما ذكر الله أنه أنجى الذين نهوا عن السوء لقلنا أهلك الجميع منهم ، قال : وهي القرية التي قال الله جل ثناؤه لمحمد صلى الله عليه وسلم : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ) الآية [ الأعراف : 163 ] . وروى الضحاك عن ابن عباس نحوا من هذا .

قال السدي في قوله تعالى : ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) قال : فهم أهل أيلة ، وهي القرية التي كانت حاضرة البحر ، فكانت الحيتان إذا كان يوم السبت - وقد حرم الله على اليهود أن يعملوا في السبت شيئا - لم يبق في البحر حوت إلا خرج ، [ ص: 291 ] حتى يخرجن خراطيمهن من الماء ، فإذا كان يوم الأحد لزمن مقل البحر ، فلم ير منهن شيء حتى يكون يوم السبت ، فذلك قوله تعالى : ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم [ كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ] ) . فاشتهى بعضهم السمك ، فجعل الرجل يحفر الحفيرة ، ويجعل لها نهرا إلى البحر ، فإذا كان يوم السبت فتح النهر فأقبل الموج بالحيتان يضربها حتى يلقيها في الحفيرة ، فيريد الحوت أن يخرج ، فلا يطيق من أجل قلة ماء النهر ، فيمكث فإذا كان يوم الأحد جاء فأخذه ، فجعل الرجل يشوي السمك فيجد جاره ريحه فيسأله فيخبره ، فيصنع مثل ما صنع جاره ، حتى فشا فيهم أكل السمك ، فقال لهم علماؤهم : ويحكم! إنما تصطادون يوم السبت ، وهو لا يحل لكم ، فقالوا : إنما صدناه يوم الأحد حين أخذناه . فقال العلماء لا ولكنكم صدتموه يوم فتحكم الماء فدخل ، قال : وغلبوا أن ينتهوا . فقال بعض الذين نهوهم لبعض : ( لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ) يقول : لم تعظوهم ، وقد وعظتموهم فلم يطيعوكم ؟ فقال بعضهم : ( معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ) [ الأعراف : 164 ] فلما أبوا قال المسلمون : والله لا نساكنكم في قرية واحدة . فقسموا القرية بجدار ، ففتح المسلمون بابا والمعتدون في السبت بابا ، ولعنهم داود ، عليه السلام ، فجعل المسلمون يخرجون من بابهم ، والكفار من بابهم ، فخرج المسلمون ذات يوم ، ولم يفتح الكفار بابهم ، فلما أبطؤوا عليهم تسور المسلمون عليهم الحائط ، فإذا هم قردة يثب بعضهم على بعض ، ففتحوا عنهم ، فذهبوا في الأرض ، فذلك قول الله تعالى : ( فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) [ الأعراف : 166 ] وذلك حين يقول : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ) [ المائدة : 78 ] . فهم القردة .

قلت : والغرض من هذا السياق عن هؤلاء الأئمة بيان خلاف ما ذهب إليه مجاهد ، رحمه الله ، من أن مسخهم إنما كان معنويا لا صوريا بل الصحيح أنه معنوي صوري ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ) قال بعضهم : الضمير في ) فجعلناها ) عائد على القردة ، وقيل : على الحيتان ، وقيل : على العقوبة ، وقيل : على القرية ؛ حكاها ابن جرير .

والصحيح أن الضمير عائد على القرية ، أي : فجعل الله هذه القرية ، والمراد أهلها بسبب اعتدائهم في سبتهم ) نكالا ) أي : عاقبناهم عقوبة ، فجعلناها . عبرة ، كما قال الله عن فرعون : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) [ النازعات : 25 ] .

[ ص: 292 ]

وقوله : ( لما بين يديها وما خلفها ) أي من القرى . قال ابن عباس : يعني جعلناها بما أحللنا بها من العقوبة عبرة لما حولها من القرى . كما قال تعالى : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] ، ومنه قوله تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الآية [ الرعد : 41 ] ، على أحد الأقوال ، فالمراد : لما بين يديها وما خلفها في المكان ، كما قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : لما بين يديها من القرى وما خلفها من القرى . وكذا قال سعيد بن جبير ( لما بين يديها وما خلفها ) [ قال ] من بحضرتها من الناس يومئذ .

وروي عن إسماعيل بن أبي خالد ، وقتادة ، وعطية العوفي : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها ) [ وما خلفها ] ) قال : ما [ كان ] قبلها من الماضين في شأن السبت .

وقال أبو العالية والربيع وعطية : ( وما خلفها ) لما بقي بعدهم من الناس من بني إسرائيل أن يعملوا مثل عملهم .

وكان هؤلاء يقولون : المراد بما بين يديها وما خلفها في الزمان .

وهذا مستقيم بالنسبة إلى من يأتي بعدهم من الناس أن يكون أهل تلك القرية عبرة لهم ، وأما بالنسبة إلى من سلف قبلهم من الناس فكيف يصح هذا الكلام أن تفسر الآية به وهو أن يكون عبرة لمن سبقهم ؟ هذا لعل أحدا من الناس لا يقوله بعد تصوره ، فتعين أن المراد بما بين يديها وما خلفها في المكان ، وهو ما حولها من القرى ؛ كما قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ، والله أعلم .

وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع عن أبي العالية : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها ) أي : عقوبة لما خلا من ذنوبهم .

وقال ابن أبي حاتم وروي عن عكرمة ، ومجاهد ، والسدي ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، نحو ذلك .

وحكى القرطبي ، عن ابن عباس والسدي ، والفراء ، وابن عطية ( لما بين يديها ) بين ذنوب القوم ( وما خلفها ) لمن يعمل بعدها مثل تلك الذنوب ، وحكى فخر الدين ثلاثة أقوال :

أحدها : أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من تقدمها من القرى ، بما عندهم من العلم بخبرها ، بالكتب المتقدمة ومن بعدها .

الثاني : المراد بذلك من بحضرتها من القرى والأمم .

[ ص: 293 ]

والثالث : أنه جعلها تعالى عقوبة لجميع ما ارتكبوه من قبل هذا الفعل وما بعده ، قال : وهذا قول الحسن . قلت : وأرجح الأقوال أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من بحضرتها من القرى التي يبلغهم خبرها ، وما حل بها ، كما قال : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] وقال تعالى : ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم ) [ الرعد : 31 ] ، وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) [ الأنبياء : 44 ] ، فجعلهم عبرة ونكالا لمن في زمانهم ، وعبرة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم ، ولهذا قال : ( وموعظة للمتقين )

وقوله تعالى : ( وموعظة للمتقين ) قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( وموعظة للمتقين ) الذين من بعدهم إلى يوم القيامة .

وقال الحسن وقتادة : ( وموعظة للمتقين ) بعدهم ، فيتقون نقمة الله ، ويحذرونها .

وقال السدي ، وعطية العوفي : ( وموعظة للمتقين ) قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

قلت : المراد بالموعظة هاهنا الزاجر ، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله ، وما تحيلوا به من الحيل ، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم ، كما قال الإمام أبو عبد الله بن بطة : حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو [ عن أبي سلمة ] عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود ، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل .

وهذا إسناد جيد ، وأحمد بن محمد بن مسلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح . والله أعلم .

التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الجمعة 06 مايو 2011, 10:13

قال تعالى:
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[1]

تفسير الآية:

قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يخبر تعالى أنه لولاه لما كان في الكون نور ولا هداية في السموات ولا في الأرض فهو تعالى منورهما فكتابه نور، ورسوله صلى الله عليه وسلم نور، أي يُهْتدي بهما في ظلمات الحياة كما يهتدي بالنور الحسي، والله تعالى ذاته نور، وحجابه نور فكل نور حسي أو معنوي الله خالقه وموهبه وهادٍ إليه.والمعنى: أنه سبحانه وتعالى جعل هداه في الكفر كالنور في الظلام، فيهتدي قوم ويضل قوم.

قال ابن عباس رحمه الله تعالى: الله هادي أهل السموات والأرض لا هادي فيهما غيره، فهم بنوره إلى الحقّ يهتدون، وبهداه من حيرة الضلالة ينجون وليس يهتدي ملك مقرّب ولا نبىّ مرسل إلاّ بهدى منه.

وقوله تعالى: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ)أي كوة في جدار ويكون المصباح فيها شديد الإضاءة وقيل المشكاة: العمود الذي يكون المصباح على رأسه، والأول أصح وأشهر، والمعنى صفة نور الله في وضوحه كصفة مشكاة فيها مصباح، على أعظم ما يتصوّره البشر من الإضاءة والإنارة، وإنما شبه بالمشكاة وإن كان نور الله أعظم، لأن ذلك غاية ما يدركه الناس من الأنوار ، فضرب المثل لهم بما يصلون إلى إدراكه. (فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ) من بلور، (وَالزُّجَاجَةُ)في صفائها وصقالتها مُشرقة(كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ) والكوكب الدري هو المضيء المُشرق كأنه درة بيضاء صافية،


وقوله: (يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ) أي وزيت المصباح من شجرة مباركة وهي الزيتونة، والزيتونة لا شرقية ولا غربية في موقعها من البستان لا ترى الشمس إلا في الصباح، ولا غربية لا ترى الشمس إلا في المساء بل هي وسط البستان تصيبها الشمس في كامل النهار فلذا كان زيتها في غاية الجودة يكاد يشتعل لصفائه، ولو لم تمسه نار،

وقوله تعالى: (نُورٌ عَلَى نُورٍ) أي نور النار على نور الزيت، وقيل: هذا نور الفطرة على نور الوحي وهذا حال صاحب القلب الحي الواعي وقوله تعالى: (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) يُخبر تعالى أنه يهدي لنوره الذي هو الإيمان، والإسلام، والإحسان، من يشاء من عباده ممن عُلم أنهم يرغبون في الهداية ويطلبونها ويكملون ويسعدون عليها.

وقوله: (وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يخبر تعالى: أنه يضرب الأمثال للناس كهذا المثل الذي ضربه للإيمان وقلب عبده المؤمن وأنه عليم بالعباد وأحوال القلوب، ومن هو أهل لهداية ومن ليس لها بأهل، إذ هو بكل شيء عليم.

الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الجمعة 06 مايو 2011, 11:07

بسم الله الرحمن الرحيم
ربّ اشرحْ لي صدري ويسّرْ لي أمري

يقول المولى تبارك وتعالى في محكم تنزيله الكريم في سورة آل عمران 7
هو الذي أنزلَ عليكَ الكتابَ منهُ اياتٌ مُحْكماتٌ هُنَّ أُمُّ الكتاب وأُخَرُ متشابهاتٌ, فأما الذين في قلوبهمْ زيْغٌ فيتبِّعونَ ما تشابهَ منهُ ابتغاءَ الفتنةَ وابتغاءَ تأْويلِهِ, وما يعلمُ تأْويلُهُ الاَّ اللهَ والراسخونَ في العلمٍ يقولونَ آمَّنا بهِ كلٌّ مِنْ عندِ ربِّنا , وما يذكَّرُ الا أُولوا الألباب

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الامام الحافظ أبو يعلي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما:
انّ في أمتي قوماً يقرؤونَ القرآن ينثرونه نثْرَ الدَّقل, يتأولونه على غير تأويله
والدَّقل هو أردأ أنواع التمر

يقول الامام ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: يُخبر الله تبارك وتعالى أنّ في القرآن الكريم آيات محكمات بيّنات واضحات الدلالة , لا التباس فيها على أحد, ومنه آيات أخرى فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم, فمن ردَّ ما اشتبه الى الواضح منه وحكّمَ محمكمه على مشابهة عنده فقد اهتدى , ومن عكس انعكس, ولهذا قال تعالى: هنّ أمُّ الكتاب,أي أصله الذي يرجع اليه عند الاشتباه

ومعنى قوله تعالى: وأُخرُ متشابهات, أي تحمتل دلالتها موافقة المحكم , وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ والتركيب لا من حيث المراد, وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه, فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
المحكمات ناسخة وحلاله وحرامه وحدوده وأحكامه وما يُؤمرُ به ويُعملُ به

وقوله تعالىوابتغاء تأويله:أي تحريفه على ما يُريدون, وقال الامام أحمد رحمه الله عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب وأخر متشابهات... الى قوله تعالى: وأولوا الألباب, فقال: اذا رأيتم الذين يُجادلون فيه, فهم الذين عنى الله فاحذروهم

وفي رواية للبخاري ومسلم وأبو داوود رحمهم الله من حديث القاسم بن محمد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم أنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات..الى قوله تعالى: وما يذكّر الا أولوا الألباب.. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم

وأما عن قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيْغٌ, فقد روى الامام أحمد رحمه الله من حديث أبي أمامة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قوله تعالى: فأما الذين في قوبهم زيْغٌ فيتبعون ما تشابه منه..قال:هم الخوارج.
ذلك ان أول بدعة وقعت في الاسلام هي فتنة الخوارج,حيث حين قسّم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين, فكأنهم رأوا في عقولهم الفاسدة أنه صلى الله عليه وسلم لم يعدل في القسمة ففاجئوه صلى الله عليه وسلم بهذه المقالة, حين قال قائلهم وهوذو الخويصرة - بقر الله خاصرته, اعدلْ فانك لم تعدل, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد خبت وخسرت, ان لم أكن اعدل, أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني؟ فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قتله, فقال عليه الصلاة والسلام: دعهُ فانه يخرجُ من ضئضئيء هذا- أي من جنسه – قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وقراءته مع قراءتهم, يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, فأينما لقيتوهم فاقتلوهم, فانّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم

ثمّ كان ظهورالخوارج الثاني أيام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتلهم في النهروان, ثمّ تشعبت منهم شعوبٌ وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونِحَلٍ كثيرة منتشرة, ثم انبعثتالقدرية, ثمالمعتزلة, ثم الجهنية, وغير ذلك من الفرق الضالة والمضلة أصحاب البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه فيما رواه الحاكم رحمه الله في مستدركه أنه صلى الله عليه وسلم قال: .... وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة, قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال عليه الصلاة والسلام:من كان على ما أنا عليه وأصحابي.
وروى الحافظ أبو يعلي رحمه الله من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:انّ في أمتي قوماً يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدقل (أردأ انواع التمر)يتأولونه على غير تأويله

أما في قوله تعالى: وما يعلم تأويله الا الله- فعن ابن عياس رضي الله عنهما قال: التفسير على أربعة أنحاء: فتفسير لا يُعذرُ أحدٌ في فَهمِهِ, وتفسيرٌ تعرفُهُ العرب من لغاتها, وتفسير يعلمُهُ الراسخون في العلم, وتفسير لا يعلمه الا الله

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انّ القرآن لم ينزل ليُكذب بعضه بعضاً, فما عرفتم منه فاعملوا به, وما تشابه منه فآمنوا به.
وقد روى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهم انه قال: أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله

وما ذلك الا بدعوة النبي صلى الله عبيه وسلم لابن عباس رضي الله عنهمتا: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل

ومن العلماء رحمهم الله من فصل في هذا المقام وقال: التأويل يطلق ويراد في القرآن معنيان: أحدهما: التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره اليه, ومنه قوله تعالى في سورة يوسف: وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل.. وقوله تعالى : هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله...اي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد, فان أُريد بالتأويل هذا, فالوقف على الجلالة, لأنّ حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية الا الله عزوجل, ويكون قوله تعالى: والراسخون في العلم...مبتدأ, وقوله عزوجل: يقولون آمنا به... خبره, وأما ان أُريد بالتأويل المعنى الآخر: أي التفسير والبيان والتعبير عن الشيء, كقوله تعالى: نبئنا بتأويله..أي بتفسيره, فان أُريد هذا المعنى فالواقف على قوله تعالى: والراسخون في العلم... لآنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار, وان لم يُحيطوا علماً بحقائق الأشساء على كنْه ما هي عليه, وعلى هذا فيكون قوله تعالى: يقولون آمنا به... حالامنهم, وساغ هذا وان يكون من المعطوف دون المعطوف عليه كقوله تعالى: للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم... الى قوله تعالى: يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ... وقوله تعالى: وجاء ربك والملكصفّاً صفّاً... أي جاء الملائكة صفوفا صفوفا.

وعن قوله تعالى: كلٌّ من عند ربنا...أي الجميع من المحكم والمتشابه حقٌّ وصدقٌ , وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له, لأنّ الجميع من عند الله عزوجل, وما كان من عند الله تعالى ليس بمختلف ولا بمتضاد, كقوله تعالى:
أفلا يتدبّرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.
لأجل ذلك ختم الله عزوجل الآية بقوله: وما يتذكر الا أُوا الألباب, أي انما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها هم أولوا العقول السليمة والفهوم المستقيمة, وروى ابن أبي حاتم رضي الله عنه بسنده من حديث عبد الله بن يزيد رضي الله عنه, ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الراسخون في العلم فقال عليه الصلاة والسلام: مَنْ بُرّت يمينُهُ, وصدقَ لسانُهُ, واستقامَ قلبُهُ, ومَنْ عفّ بطنُهُ وفرجه, فذلك الراسخون في العلم

وقال الامام أحمد رحمه الله بسنده: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون, فقال: انما هلك مَنْ كان قبلكم بهذا, ضربوا كتاب الله بعضه بعضا, وانما أُنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً, فلا تكذبوا بعضه بعضاً, فما علمتم منه فقولوا به, وما لم جهلنم فكِلُوهُ الى عالمِهِ

ومعنى فكلوه الى عالمه: أي فردّوه الى الله تبارك وتعالى.
وروى الامام أبو يعلي الموصلي رحمه الله في مسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
نزل القرآن على سبعة أحرف, والمراء في القرآن كفر- قالها ثلاثاً- ما عرفتم منه فاعملوا به, وما جهلتم منه فردّوه الى عالمِهِ جلّ جلاله

مما تقدّم من تفسير الامام ابن كثير رحمه الله نستخلص وجود نوعان من الآيات القرآنية: آياتٌ مُحكَمات, وآيات متشابهات, وعلينا الايمان بكل آيات الله البينات, المحكم منها والمتشابه, فكلها تشكل أمُّ الكتاب, والكتاب هنا القرآن الكريم الذي أنزل على نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم

ومعنى أم الكتاب: أي مجموعة الآيات المحكمة تؤلف كيانا واحدا سماه المولى تبارك وتعالى بأم الكتاب, والأم لغةً تعني الأصل, وهنا نرى بأن مجموعة الآيات المحكمات تشكل أصل القرآن الكريم , وعلى هذا فلا يجوز ولا بحال من الأحوال تفسير أيّ آية من آيات القرآن الكريم بما يتناقض مع مجموعة الآيات المحكمات.
يقول المولى تبارك وتعالى في سورة الأعراف 53

هل ينظرونَ الا تأويلَهُ, يومَ يأتي تأويلُهُ يقولُ الذينَ نسوهُ مِنْ قبلُ قد جاءتْ رسلُ ربنا بالحقِّ فهلْ لنا مِنْ شفعاءَ فيشفعوا لنا أوْ نُردُّ فنعملَ غيرَ الذي كنا نعملُ, قدْ خسروا أنفسَهُمْ وضلَّ عنهُمْ ما كانوا يفتَرون

يخبرنا الله عزوجل في هذه الآية الكريمة عن اعذاره الى المشركين بارسال الرسل اليهم بالكتاب الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم, وأنه كتاب مفصل مبين كقوله تعالى: كتابٌ أُحكمتْ آياته ثمّ فصلت

وقوله تعالى: فصلناه على علم... أي للعالمين فهم على علم بما فصلناه, تماما كقوله تعالى: أنزله بعلمه

ولما أخبر المولى عزوجل بما صاروا اليه من الخسارة في الآخرة, ذكر الله عزوجل أنه قد أزاح عللهم في الدنيا بارسال الرسل وانزال الكتب , ولذا قال تعالى في سورة الاسراء: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

وهنا في قوله تعالى: هل ينظرون الا تأويله..أي ما وعدوا به من العذاب والنكال والجنة والنار...وقال الرُبيّع رحمه الله: لا يزال يجيء من تأويله حتى يوم الحساب, حتى يدخل أهل الجنة الجنة, واهل النار النار, فيتم تأويله يومئذ... وقوله تعالى: يوم يأتي تأويله: أي يوم القيامة: يقول الذين نسوه من قبل: أي تركوا العمل به وتناسوه في الدار الدنيا... قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا: أي في خلاصنا مما صرنا اليه مما نحن فيه...أو نردُّ ..الى الدار الدنيا..فنعمل غير الذي كنا نعمل... كقوله تعالى: ولو ترى الذين اذ وقفوا على النار فقالوا: يا ليتنا نُردُّ ولا نُكذبُ آيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يفترون من قبل ولو ردّوا لعادوا لما نُهوا عنه وانهم لكاذبون.

تماما كقوله تعالى في هذه الآية: قد خسروا انفسهم وضلّ عنهم ماكانوا يفترون... أي خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها, وذهب عنهم مانوا يعبدون من دون الله فلا يشفعون فيهم ولا ينصرونهم ولا ينقذونهم مما هم فيه.
ومما تقدّم يمكننا التفريق بين المحكم والمتشابه, وهو أن

المتشابه قد يحمل معناه الظاهر بصورة خطأ على معنىً يُشابه الأقوال المنحرفة للذين في قلوبهم زيغٌ .
بينما المُحكم , لايوجد من بين المعاني الظاهرية التي قد يُحمل عليها معنىً يُشابهُ أقوال المنحرفين عن الحق

ولنذكر على ذلك أمثلة من كتاب الله الكريم, كيف أنذ هناك أناساً يفسرون آيات الله الكريمة في غير تفسيرها, فعلى سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى في سورة المائدة 105

يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم, لا يضركم من ضلّ اذا اهدتيتم, الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون

كثير من الناس يقرأث هذه الآية ويفسرونها على غير تأويلها, فنجدهم يمتنعون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, واذا سألت أحدهم لم تنهَ عن المنكر؟ ولأنه لم يفهم قول الله تعالى الفهم الصحيح تجده يباردك بقوله تعالى: لا يضركم مَنْ ضلَّ اذا اهدتيتم

انّ الله تبارك وتعالى يأمرنا في هذه الآية الكريمة أن نُصلحَ أنفسنا ونفعل الخير بجهدنا وطاقتنا, من منطلق أنه من أصلح أمره لا يضره فساد من فسد من الناس, سواء كان قريبا أم بعيداً, وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية الكريمة قال: يقول الله تعالى: اذا ما العبد أطاعني فيما أمرته به من الحلال, ونهيته عنه من الحرام, فلا يضره مَنْ ضلّ بعده اذا عمل بما أمرته به

ولم يخرج مقاتل بن حيان رضي الله عنه عن هذا المعنى حيث قال: فقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم – نصب على الاغراء- لا يضركم من ضلّ اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون

أي فيجازي كل عامل بعمله, انْ خيراً فخير, وانْ شراً فشر, وليس فيها دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اذا كان فعل ذلك ممكنا, وهذا ما قاله الصديق أبو بكر رضي الله عنه, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال:أيها الناس! انكم تقرؤون هذه الآية وانكم لتضعونها على غير موضعها, واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:انّ الناس اذا رأوا المنكر ولا يُغيرونه يوشك الله عزوجل أن يعمُّهُمْ بعقابه

فان رأى أحدنا منكرا فعليه أن يُنبّه اليه دون أن يلتفت لغضب أحد من ذلك, والله أحق أن تخشاه, وفي هذا الأمر روى الامام الترمذي رحمه الله من حديث أبي امية الشعباني رحمه الله قال: أتيت أبا تعلبة الخشني رضي الله عنه فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قال: يا أيها الذين آمنوا لا يضركم اذا اهتديتم, قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقال: بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر, حتى اذا رأيت شُحّاً مُطاعاً وهوىً مُتّبّعاً , ودنيا مُؤثرة, واعجاب كلَّ ذي رأيٍ يرأيه, فعليك بخاصة نفسك, ودع العوام, فانّ من وراءكم أياما, الصابر فيهنّ مثل القابض على الجمر, للعامل فيهنّ أجر خمسين رجلا يعملون كعملكم

وقد بيّن لنا الامام عبد الله بن مسعود رضي الله عنه معنى قوله تعالى في هذه الآية الكريمة لايضركم من ضلّ اذا اهتديتم , ففيما رواه جرير عن الرازي رحمهما الله من حديث أبي العالية رضي الله عنه أنه قال: كنا عند عبد الله بن مسعود جلوساً, فكان بين رجلين بعض مايكون بين الناس, حتى قام كل واحد منهما الى صاحبه فقال رجل من جلساء عبد الله بن مسعود: ألا أقوم فأمرهما بالمعروف وأنهاهما عن المنكر؟ فقال آخر الى جنبه: عليك بنفسك, فان الله يقول: عليكم أنفسكم, فسمعها ابن مسعود فقال: مهْ! لم يجيء تأويل هذه بعد؟ انّ القرآن أنزل حيث أنزل, ومنه آيْ قد مضى تأويلهنّ قبل أن ينزلن, ومنه آيْ قد وقع تأويلهنّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومنه آيْ قد وقع تأويلهنّ بعد النبي صلى الله عليه وسلم بيسير, ومنه آيْ يقع تأويلهنّ بعد اليوم, ومنه آيْ تأويلهنّ عند الساعة ما ذكر عن الساعة, ومنه آيْ يقع تأويلهنّ يوم الحساب ما ذكر من الحساب والجنة والنار, فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا, وذاق بعضكم بأس بعض فامرؤٌ ونفسه

وقال الحسن البصري رحمه الله في هذه الآية الكريمة: الحمد لله بها, والحمد لله عليها, ما كان مؤمن فيما مضى, ولا مؤمن فيما بقي, الا والى جنبه منافق يكره عمله

وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: اذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر, فلا يضرك من ضلّ اذا اهتديت

عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الجمعة 06 مايو 2011, 12:01

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


{ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}



قال الله سبحانه:{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} … (لأنفال:30) .

بعث الله رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ برسالة الإسلام ليزيل الشرك والظلام، وينشر الهدى والنور بين الناس، فيخرجهم من عبادة الأوثان والعباد إلى عبادة رب العباد، وأنهم لآدم وآدم من تراب { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } … (الحجرات: من الآية13) وأن (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى). فشقَّ الأمر على رؤوس الكفر في مكة، فكيف مع عبيدهم على سواء يكونون؟ وكيف بلا قيان يعيشون؟ ثم كيف يكونون سادةً إن لم يكونوا طغاةً وظلمةً يتجبرون، وعتاةً لا يرعوون؟ كيف وكيف؟ وهكذا أنكروا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعوة الحق على الرغم من إقامة الحجة عليهم بالتحدي الصريح لهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، وعقلوا أنه ليس كلام بشر، بل هو من عند الله، إلا أنهم استكبروا، وعاندوا، وجمعوا مكرهم وكيدهم لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصحبه رضوان الله عليهم، فعذبوهم، وقاطعوهم، وآذوهم، ولكنهم لم يفلحوا بصدّهم عن دعوة الحق بل ازداد المؤمنون إيماناً فوق إيمانهم، فاشتد أذى الكفار على المسلمين وازداد إلى أن استقر الأمر عند رؤوس الكفر أن يقرروا قتل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم .

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قصة اجتماع رؤوس الكفر في دار الندوة بمكة يتشاورون ما يصنعون برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للقضاء على دعوة الإسلام فقال بعضهم احبسوه في وثاق وقال آخر أخرجوه من بين أظهركم... إلى أن قال أبو جهل: والله لأشيرن عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد، ما أرى غيره، قالوا ما هذا، قال تأخذون من كل قبيلة وسيطاً شاباً جلداً، ثم يعطى كل غلام منهم سيفاً صارماً، ثم يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها فلا أظن هذا الحي من بني هاشم يقدرون على حرب قريش كلهم وأنهم إذا رأوْا ذلك قبلوا العقل واسترحنا وقطعنا عنا أذاه... فأتى جبريل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمره ألاَّ يبيت في مضجعه الذي كان يبيت، وأخبره بمكر القوم، فلم يبت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته تلك الليلة، وأذن الله له عند ذلك في الخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة، يذكر نعمته عليه، الآية الكريمة } وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا{ ... (لأنفال: من الآية30) وقد ذكر ابن هشام في سيرته نقلاً عن ابن إسحق من طريق ابن عباس نحو هذا.

}وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا { ... (لأنفال: من الآية30) المكر هو التدبير الخفي ضد الخصم أي من غير أن يعلم.

} لِيُثْبِتُوكَ{ ... (لأنفال: من الآية30) أي ليحبسوك في وثاق.

إن القوم قد اجتمعوا يدبِّرون الخلاص من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعوته وحرصوا أن لا يصل الخبر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما صنعوا، ولكن الله رد كيدهم في نحرهم، وأنبأ رسوله بمكرهم، ودبَّر الله لهم ما فيه ذلهم وهزيمتهم، وما فيه العز والنصر لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه ولأصحابه رضوان الله عليهم. والله سبحانه هو خير من دبَّر لإزهاق الباطل ومحق الكافرين.

يتبيّن من هذه الآية الكريمة، وأسباب نزولها، الأمور التالية:


1 ـ إن الشدائد مفاتيح الفرج، وإن مع العسر يسراً، فإنَّ كفار مكة آذوْا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وآذوْا أصحابه واشتد الأذى إلى أن وصل منتهاه وهو قتل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان قرار القتل هذا إيذاناً بهجرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيام الدولة في المدينة فعلا سلطان الإسلام وعز المسلمون.

وهذا أمر عظيم يجب أن يدركه المسلمون وبخاصة حَمَلَة الدعوة، فلا تقعدهم الشدائد والصعاب عن مضاعفة العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، بل يجب أن تزيدهم قوةً ونشاطاً واستبشاراً بنصر من الله وفتح قريب.

2 ـ إن الأخذ بالأسباب أمر بالغ الأهمية في الإسلام، فإنَّ الله سبحانه قد أمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن لا يبيت في فراشه تلك الليلة، واتخذ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوحي من ربه، من الأسباب أثناء هجرته ما فيه دلالة واضحة على ربط الأسباب بالمسببات. كل ذلك والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يدرك أنهم لن يصلوا إليه بسوء فقد أجاب أبا بكر عندما قال له يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدميه لرآنا، عندما كان الكفار يقفون بباب الغار الذي فيه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ فأجابه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وكما في الآية الكريمة { لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} … (التوبة: من الآية40) مما يدل على أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان موقناً بالنجاة من الكفار كما أوحى الله سبحانه إليه. ومع ذلك أخذ الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الأسباب كل ما يلزم من عدم المبيت تلك الليلة وجعل علي ـ رضي الله عنه ـ مكانه يتسجى ببُرد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم الذهاب جنوباً إلى غار ثور بدل أن يذهب مباشرةً إلى المدينة وهي شمال مكة، والاختفاء في الغار ثلاثاً ثم استطلاع الأخبار وهو في الغار ليعرف خبر القوم، وبعد ذلك يجعل مولى أبي بكر عامر بن فهيرة يريح الغنم على آثار عبد الله بن أبي بكر الذي كان يأتيه بالأخبار لكي تزول الآثار.

ولذلك فإن الأخذ بالأسباب من الأمور المهمة التي لا يصح أن تترك جانباً ظناً من المسلم أنه بهذا يحسن صنعاً، بل عليه الأخذ بها لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أخذ بها { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } … (الحشر: من الآية7).

3 ـ إن الله يتولى الصالحين، والمؤمن في رعاية الله في السراء والضراء { إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا } … (الحج: من الآية38) فقد اجتمع رؤوس الكفر في مكة يتشاورون في أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومكروا مكراً شديداً، فقرروا قتل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لكن الله أبطل مكرهم، ورد كيدهم في نحرهم، ودبَّر لهم ما لم يستطيعوا الفكاك منه، فنجَّى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأذن له بالهجرة وأوصله سالماً. فالله سبحانه ناصر عباده المؤمنين { إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} … (غافر:51).

فيجب أن يدرك المسلمون وبخاصة حَمَلَة الدعوة أن الله سبحانه معهم وهو عز وجل موهن كيد الكافرين ومبطل مكرهم وسوء تدبيرهم }وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ{ ... (لأنفال: من الآية30).

التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الإثنين 09 مايو 2011, 15:50

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ

يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلا نَاصِرٍ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ

وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا

سورة الطارق من سور القرآن الكريم المكية , ترتيبها في المصحف الشريف السادسة والثمانون, عدد آياتها سبع عشرة

آية. جاءت تسميتها الطارق من القسم الذي افتتحت به.

هذه السورة تمثل طرقات على الحس . طرقات عنيفة قوية عالية ،وصيحات عنيفة قوية عالية ، وصيحات بنوم غارقين في النوم ... تتوالى تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد ، ونذير واحد . ( اصحوا . تيقظوا . انظروا . تلفتوا . تفكروا . تدبروا ) إن هنالك إلهاً . وإن هنالك تدبيراً . وإن هنالك تقديراً . وإن هنالك ابتلاء . وان هنالك حساباً وجزاء . وإن هنالك عذاباً شديداً ونعيماً كبيراً وفي هذه السورة إيقاعات فيها حدة يشارك فيها نوع المشاهد ، ونوع الايقاع الموسيقي ، وجرس الألفاظ ، وإيحاء المعاني .

تعالج هذه السورة بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية، ومحور السورة يدور حول الإيمان بالبعث والنشور.
ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات الكواكب الساطعة التي تطلع ليلاً لتضيء للناس سبلهم ليهتدوا بها في ظلمات البرّ والبحر. ثم ساقت الأدلة والبراهين على قدرة ربّ العالمين. ثم أخبرت عن كشف الأسرار، وهتك الأستار في الآخرة، حيث لامُعِين للإنسان، ولا نصير. وختمت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم معجزة محمد ³ الخالدة، وحجته البالغة إلى الناس أجمعين

إنّه لقولٌ فصلٌ وماهو بالهَزل إنّهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا فمهّل الكافرين أمهلهُم رويدًا﴾ الطارق: 13 - 17
الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الأربعاء 11 مايو 2011, 14:17

تفسير قوله تعالى: وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ
ما معنى قوله تعالى: وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ[1]، وكيف نجمع بين معناها وبين الحديث الشريف الذي معناه: أن الله تعالى تجاوز عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به؟


هذه الآية الكريمة قد أشكلت على كثير من الصحابة رضي الله عنهم لمّا نزلت، وهي قوله تعالى: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[2]، شق عليهم هذا الأمر، وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أن هذا شيء لا يطيقونه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال مَن قبلكم: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا)) فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله بعدها قوله سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا[3].

فسامحهم الله وعفا سبحانه وتعالى، ونسخ ما دل عليه مضمون هذه الآية، وأنهم لا يُؤاخذون إلا بما عملوا، أو بما أصروا عليه وثبتوا عليه، وأما ما يخطر من الخطرات في النفوس والقلوب فهذا معفوٌ عنه؛ ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)).

فزال هذا الإشكال والحمد لله، وصار المؤمن غير مؤاخذ إلا بما عمله أو قاله أو أصرّ عليه بقلبه، عملاً بقلبه، كإصراره على ما يقع له من الكِبر والنفاق ونحو ذلك.

أما الخواطر والشكوك التي تعرض ثم تزول بالإيمان واليقين، فهذه لا تضر، بل هي عارضة من الشيطان لا تضر؛ ولهذا لما قال الصحابة: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه ما أن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق به. أو كما قالوا، قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاك صريح الإيمان)).

فتلك الوسوسة من الشيطان؛ إذا رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرغبة فيما عند الله وسوس عليه بعض الشيء، وألقى في قلبه خواطر خبيثة؛ فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله))، وفي لفظ: ((فليستعذ بالله وَلْيَنتهِ)).

هذا يدلنا على أن الإنسان عُرضة للوساوس الشيطانية، فإذا عرض له وساوس خبيثة وخطرات منكرة فليبتعد عنها وليقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولينته، ولا يلتفت إليها؛ فإنها باطلة ولا تضره، وهي من الخطرات التي عفا الله عنها سبحانه وتعالى.

[1] البقرة: 284.

[2] البقرة: 284.

[3] البقرة: 285، 286.
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف lamia الأربعاء 11 مايو 2011, 15:01

قال تعالى :

"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "

فعدم التكليف بما فوق الطاقة يعد شريعة كل الاديان وذلك لان الله تعالى

ما شرع التكليف الا للعمل واستقامة أحوال الخلق فلا يكلفهم بما لا يطيقون فعله .

فالحمد لله على نعمة الاسلام

جزاك أخي الفاضل خير الجزاء

فسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

تقبل مروري المتواضع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
lamia
lamia
نشيط
نشيط

انثى
عدد المساهمات : 358
تاريخ التسجيل : 28/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الخميس 19 مايو 2011, 14:14

lamia كتب:
قال تعالى :

"لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "

فعدم التكليف بما فوق الطاقة يعد شريعة كل الاديان وذلك لان الله تعالى

ما شرع التكليف الا للعمل واستقامة أحوال الخلق فلا يكلفهم بما لا يطيقون فعله .

فالحمد لله على نعمة الاسلام

جزاك أخي الفاضل خير الجزاء

فسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر

تقبل مروري المتواضع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أختى الفاضلة لمياء على المتابعة الرائعة وجعلها الله فى ميزان حسناتك
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الخميس 19 مايو 2011, 14:21



فيمن نزلت هذه الآية: (من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا)؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر ابن كثير في التفسير سبب نزول هذه الآية فذكر نزولها في أنس بن النضر وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما، وذكر في ذلك حديث البخاري: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر رضي الله عنه: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ {الأحزاب: 23}.

ثم قال ابن كثير رحمه الله: انفرد به البخاري من هذا الوجه، ولكن له شواهد من طرق أخر. قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: قال أنس: عمي أنس بن النضر رضي الله عنه سميت به لم يشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فشق عليه، وقال: أول مشهداً شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه، لئن أراني الله تعالى مشهداً فيما بعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله عز وجل ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فاستقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه، فقال له أنس رضي الله عنه: يا أبا عمرو أين واهاً لريح الجنة إني أجده دون أحد قال: فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه، قال: فوجد في جسده بضعا وثمانين بين ضربة وطعنة ورمية، فقالت أخته عمتي الربيع ابنة النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه، قال: فنزلت هذه الآية (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) قال: فكانوا يرون أنها نزلت فيه، وفي أصحابه رضي الله عنهم. رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سليمان بن المغيرة به، ورواه النسائي أيضاً وابن جرير من حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه به نحوه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن الفضل العسقلاني، حدثنا سليمان بن أيوب بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة رضي الله عنه قال: لما أن رجع رسول الله صلى الله عليه من أحد صعد المنبر، فحمد الله تعالى وأثنى عليه، وعزى المسلمين بما أصابهم، وأخبرهم بما لهم فيه من الأجر والذخر، ثم قرأ هذه الآية: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ... الآية كلها، فقام إليه رجل من المسلمين فقال: يا رسول الله، من هؤلاء؟ فأقبلت وعلي ثوبان أخضران حضرميان: فقال: أيها السائل هذا منهم، وكذا رواه ابن جرير من حديث سليمان بن أيوب الطلحي به.

وأخرجه الترمذي في التفسير والمناقب أيضاً، وابن جرير من حديث يونس بن بكير عن طلحة بن يحيى عن موسى وعيسى ابني طلحة عن أبيهما رضي الله عنه به، وقال: حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث يونس، وقال أيضاً: حدثنا أحمد بن عصام الأنصاري حدثنا أبو عامر -يعني العقدي- حدثني إسحاق -يعني ابن طلحة بن عبيد الله- عن موسى بن طلحة قال: دخلت على معاوية رضي الله عنه، فلما خرجت دعاني فقال: ألا أضع عندك يا ابن أخي حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول طلحة ممن قضى نحبه.


والله أعلم.

التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الأحد 22 مايو 2011, 10:35

{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى. أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى. ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى. فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى. أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى}

إن هذا المقطع الأخير من السورة عظيم الإيقاع ، يشتمل على لفتات عميقة إلى حقائق كبيرة .. وأولى هذه اللفتات تلك اللفتة إلى التقدير والتدبير في حياة الإنسان: ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) .. فلقد كانت الحياة في نظر القوم حركة لا علة لها ولا هدف ولا غاية .. أرحام تدفع وقبور تبلع .. وبين هاتين لهو ولعب ، وزينة وتفاخر ، ومتاع قريب من متاع الحيوان .. فأما أن يكون هناك ناموس ، وراءه هدف ،ووراء الهدف حكمة ؛ وأن يكون قدوم الإنسان إلى هذه الحياة وفق قدر يجري إلى غاية مقدرة ، وأن ينتهي إلى حساب وجزاء ، وأن تكون رحلته على هذه الأرض ابتلاء ينتهي إلى الحساب والجزاء .. أما هذا فكان أبعد شيء عن تصور الناس ومداركهم ، في ذلك الزمان . وهذا هو التصور الكبير الذي نقل القرآن الناس إليه منذ ذلك العهد البعيد ، نقلة هائلة بالقياس إلى التصورات السائدة إذ ذاك وما تزال هائلة بالقياس إلى سائر التصورات الكونية التي عرفتها الفلسفة قديما وحديثا . وفي غير تعقيد ولا غموض يأتي بالدلائل الواقعة البسيطة التي تشهد بأن الإنسان لن يترك سدى .. إنها دلائل نشأته الأولى : ( ألم يك نطفة من مني يمنى ؟ ثم كان علقة فخلق فسوى ؟ فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ؟ ) . فما هذا الإنسان ؟ مم خلق ؟ وكيف كان ؟ وكيف صار ؟ ألم يك نطفة صغيرة من الماء ، من مني يمنى ويراق ؟ ألم تتحول هذه النطفة من خلية واحدة صغيرة إلى علقة ذات وضع خاص في الرحم ، تعلق بجدرانه لتعيش وتستمد الغذاء ؟ .. ثم من ذا الذي خلقها بعد ذلك جنينا معتدلا منسق الأعضاء ؟ .. ثم في النهاية . من ذا الذي جعل من الخلية الواحدة .. الذكر والأنثى ؟ .. وأمام هذه الحقيقة التي تفرض نفسها فرضا على الحس البشري ، يجيء الإيقاع الشامل لجملة من الحقائق التي تعالجها السورة : ( أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ؟ ) .. بلى ! سبحانه ! فإنه لقادر على أن يحيي الموتى !
الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الثلاثاء 24 مايو 2011, 03:19


قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال: 24]

المشهور في الآية: أنه يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان، ويحول بين أهل طاعته
وبين معصيته، وبين أهل معصيته وبين طاعته وهذا قول ابن عباس وجمهور المفسرين.
وفي الآية قول آخر: أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية، فهو بينه وبين قلبه ..
ذكره الواحدي عن قتادة، وكان هذا أنسب بالسياق؛ لأن الاستجابة أصلها بالقلب، فلا تنفع الاستجابة
بالبدن دون القلب، فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه، فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.
وعلى القول الأول: فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة لله وللرسول وأبطأتم عنها،
فلا تأمنوا أن الله يحول بينكم وبين قلوبكم، فلا يمكنكم بعد ذلك الاستجابة عقوبةً لكم على تركها بعد
وضوح الحق واستبانته؛ فيكون
كقوله: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ..} [الأنعام: 110]،
وقوله: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ..} [الصف: 5]،
وقوله: {.. فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} [الأعراف: 101]
ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وإن استجاب بالجوارح .

ومنها: أن الرجلَ إذا حضرت له فُرصةُ القُربة والطاعة، فالحزمُ كُلُّ الحزم فى انتهازها، والمبادرة إليها،
والعجزُ فى تأخيرها، والتسويف بها .. ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها، فإن العزائم
والهمم سريعةُ الانتقاض قلَّما ثبتت، والله سُبحانه يُعاقب مَنْ فتح له بابًا من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين
قلبه وإرادته، فلا يُمكنه بعد من إرادته عقوبةً له ..
فمن لم يَستَجِبْ للهِ ورسوله إذا دعاه، حالَ بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابةُ بعد ذلك.

وفي الآية سر آخر، وهو: أنه جمع لهم بين الشرع والأمر به وهو الاستجابة، وبين القدر والإيمان به ..
فهي كقوله تعالى: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (*) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 28,29]،
وقوله: {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (*) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ..} [المدثر: 55,56]، والله أعلم.

المصادر:

ابن القيم
كتاب الفوائد
زاد المعاد في هدي خير العباد

الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الثلاثاء 24 مايو 2011, 10:13

فى رحاب اّيه
قال الله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار "



روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سئلت عن أعجب ما رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت: كان كل أمره عجباً، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي، فاضطجع بجنبي حتى مس جلدي جلده، ثم قال: ياعائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز وجل؟ فقلت: يارسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك- أي أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه- قالت: فقام إلى قربة من ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه يبكي فقال يارسول الله: مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وماتأخر؟ فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ....) فقرأها إلى آخر السورة ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها.
هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليه وسلم أيها الأحبة وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا. اللهم أنر قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف الصفا الأربعاء 25 مايو 2011, 02:11

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ..اولئك اصحاب الجنة خالدين
فيها جزاء بما كانوا يعملون
)

الشرح

قوله تعالى ..
ان الذين قالوا ربنا الله ..
اي شهدوا انه لااله الا الله
وان محمدا رسول الله
ثم استقاموا فلم يكفروا ولم يشركوا
ولم يفسقوا عن امر الله ورسوله
ولم يخرجوا عن طاعتهما فيما هو مستطاع لهم ..وقوله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
نفى الله تعالى عن اهل الايمان والاستقامة على الطاعات ...
نفى عنهم الخوف الذي يصيب غيرهم ..
والحزن الملازم لاهل الشرك والمعاصي في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة ..
وقوله اولئك اصحاب الجنة خالدين فيها ..
اي اولئك الاطهار بالايمان
وصالح الاعمال اهل الجنة ...
وقوله جزاء بما كانوا يعملون اي جزاهم على ايمانهم واستقامتهم على منهج الاسلام جزاهم بالنجاة
من النار والخلود في الجنة

ارشادات وفوائد

ان الاستقامة على طاعة الله ورسوله تحتاج الى مراقبة الله تعالى
ومجاهدة النفس وان المجاهرة بالتوحيد وفضيلة الاستقامة كما قال العلماء .
(ان الاستقامة خير من الف كرامة .)
وان القول كما يشاع بان الالتزام بدل الاستقامة هو خطأ
اذ كلمة الالتزام تكون في كل ما يعهد الى المرء فيه من حق او باطل ..
اما الاستقامة فانها ظاهرة وهي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
الصفا
الصفا
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

انثى
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب السبت 28 مايو 2011, 09:31

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


تفسير القرطبي :
فيه مسألة واحدة : الأكل في هذه الآية عبارة عن التمتع بالأكل والشرب واللباس والركوب ونحو ذلك , وخص الأكل بالذكر ; لأنه أعظم المقصود وأخص الانتفاعات بالإنسان , وسيأتي بيان حكم الأكل والشرب واللباس في " الأعراف " إن شاء الله تعالى , وأما شهوة الأشياء الملذة , ومنازعة النفس إلى طلب الأنواع الشهية , فمذاهب الناس في تمكين النفس منها مختلفة ; فمنهم من يرى صرف النفس عنها وقهرها عن اتباع شهواتها أحرى ليذل له قيادها , ويهون عليه عنادها ; فإنه إذا أعطاها المراد يصير أسير شهواتها , ومنقادا بانقيادها . حكي أن أبا حازم كان يمر على الفاكهة فيشتهيها فيقول : موعدك الجنة , وقال آخرون : تمكين النفس من لذاتها أولى لما فيه من ارتياحها ونشاطها بإدراك إرادتها , وقال آخرون : بل التوسط في ذلك أولى ; لأن في إعطائها ذلك مرة ومنعها أخرى جمع بين الأمرين ; وذلك النصف من غير شين . وتقدم معنى الاعتداء والرزق في " البقرة " والحمد لله
.
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الإثنين 30 مايو 2011, 11:22

"أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ"

في هذه الآية يبين ربنا تبارك وتعالى حال من يخافه ويرجو مغفرته ولقاءه وأن هذا حال من أحبه الله واختصه بولايته ومحبته، وهذه الولاية لا تأتي لأحد من الناس هكذا دون عمل أو بذل جهد بل لا بد لها من شروط، هذه الشروط فسرتها الآية التي بعدها {الذين آمنوا وكانوا يتقون} فهذا هو شرط الولاية التي يمنحها الله عز وجل لمن أحبه، ويعطيها لمن خافه واتقاه، لا كما يدعي بعض الحمقى والمغفلين أنهم أولياء لله، ولا كما يدعيه أهل الكتاب من أنهم أولياء لله من دون الناس فيرد القرآن عليهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}. وهذه الولاية شرف من الله عز وجل يمنحها لمن أحب من عباده، هذا الشرف يُغبط الأولياء عليه من الأنبياء والشهداء والملائكة كما ورد في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل‏:‏ من هم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. وهؤلاء أعد الله لهم البشرى في الحياة الدنيا والجزاء الأوفى يوم القيامة
عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف التائب الأربعاء 01 يونيو 2011, 02:27

سبحان الله وبحمده


هنالك آية عظيمة في كتاب الله تبارك وتعالى يحدثنا عن نفسه فيقول:

(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ

يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي

اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[النور: 35].

في هذه الآية يحدثنا ربنا تبارك وتعالى عن نوره ويشبّه لنا هذا النور بذلك النور المنبعث من مصباح وقوده

الزيت، وهذا الزيت يكاد يبث الأشعة الضوئية (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ)،

فكيف يمكن للزيت أن يضيء دون أن تمسّه النار؟

هنالك اكتشاف علمي مهم حدث منذ عدة سنوات، عندما لاحظ العلماء وجود ترددات كهربائية يطلقها

جسم الإنسان، ثم تابعوا البحث فوجدوا أن الأشياء من حولنا تطلق ترددات أيضاً، فكل شيء في هذا الكون

يهتز بصورة مذهلة، وكأنه يسبح خالقه ولكننا لا نفقه هذا التسبيح!

والمقصود بالترددات أي اهتزازات محددة تحدث داخل الشيء،

فكلنا يعلم أن كل شيء من حولنا مصنوع من الذرات وهذه الذرات دائمة الاهتزاز، ولذلك فإن اهتزاز الذرات

يسبب إحداث مجال كهربائي ومغنطيسي، وهو ما كشف عنه العلماء حديثاً.

فقد وجد الدكتور Royal R. Rifeأن الأغذية تتمتع بترددات كهرطيسية يمكن قياسها، ووجد أن الزيوت تمتاز بأعلى

هذه الترددات، وقد وجد أن التردد الذي يبثه الإنسان أكثر من 60 ذبذبة بقليل، وأن هنالك أغذية مثل المعلبات

ليس فيها أي تردد، أما الأعشاب الجافة فلها تردد بحدود 20 ذبذبة في الثانية.

ولكن المفاجأة بالنسبة له أنه وجد أن أعلى الترددات موجودة في الزيت!

حيث يصل التردد فيه إلى 320 ذبذبة في الثانية. وهذه الترددات تشبه ترددات الضوء الذي نراه

ولكن أعيننا لا تستطيع رؤية هذه الترددات لأن الله تعالى قد حجبها عنا. فنحن نستطيع رؤية مجال محدد من

الترددات الضوئية والصوتية، ولكن الترددات العالية وتلك المنخفضة لا نستطيع رؤيتها، إنما نستطيع قياسها

بالأجهزة.

ولذلك فقد عبّر القرآن عن هذه الحقيقة بقوله تعالى: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ)،

فقد خص الله الزيت دون سائر المخلوقات أو النباتات بهذه الميزة، ميزة الإضاءة، ولكننا لا نراها! وقد وجد العلماء

أن كمية الطاقة في زيت الزيتون بشكل خاص كبيرة جداً حتى إن هذه الطاقة هي السبب في أن زيت الزيتون

يستطيع شفاء أكثر من مئة مرض، منها السرطان.

يختزن زيت الزيتون طاقة كبيرة في داخله، وعندما يتناول الإنسان زيت الزيتون أو يدهن به جسمه فإن هذه الطاقة

تؤثر على خلايا الجسم وترفع من طاقتها، وبالتالي ترفع من مقاومة هذه الخلايا للأمراض، ولذلك أمرنا

النبي الكريم أن نأكل الزيت وندّهن به.
وهنا يمكنني القول بأن هذه الآية تمثل سبقاً علمياً في الحديث عن الزيت وأن هذا الزيت يكاد يضيء،

والحقيقة إن الزيت يبث إضاءة ولكن غير مرئية، ولذلك فإن النور الذي يطلقه الزيت ولا نراه والنور الذي يطلقه الزيت

بعد احتراقه يشكل نوراً مضاعفاً، ولذلك قال تعالى: (نُورٌ عَلَى نُورٍ).

وقد يقول قائل: كيف تفسر نور الزيت بالذبذبات الكهرطيسية التي يحملها وهذه الذبذبات لا تُرى بينما النور يُرى،

وأقول إننا لا نرى كل النور بل نرى جزءاً ضئيلاً منه،

والدليل على ذلك أن نور الله تعالى يملأ السموات والأرض ولكننا لا نراه، ولكن نستطيع أن نحس به وندركه

وأن نستمد منه الهدى والإيمان والقرب من الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره وأن يجعل لنا نوراً نمشي به في الظلمات إنه سميع مجيب

والى رحاب آية اخرى ان شاء الله
التائب
التائب
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فى رحاب اّيه Empty رد: فى رحاب اّيه

مُساهمة من طرف عمر المصري الأربعاء 01 يونيو 2011, 03:02


قوله تعالى : لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون

قوله تعالى : لا يقاتلونكم جميعا يعني اليهود

إلا في قرى محصنة أي بالحيطان والدور ; يظنون أنها تمنعهم منكم .

أو من وراء جدر أي من خلف حيطان يستترون بها لجبنهم ورهبتهم . وقراءة العامة ( جدر ) على الجمع ، وهو اختيار أبي عبيدة وأبي حاتم ; لأنها نظير قوله تعالى : في قرى محصنة وذلك جمع . وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن كثير وابن [ ص: 33 ] محيصن وأبو عمرو " جدار " على التوحيد ; لأن التوحيد يؤدي عن الجمع . وروي عن بعض المكيين " جدر " ( بفتح الجيم وإسكان الدال ) ; وهي لغة في الجدار . ويجوز أن يكون معناه من وراء نخيلهم وشجرهم ; يقال : أجدر النخل إذا طلعت رءوسه في أول الربيع . والجدر : نبت واحدته جدرة . وقرئ " جدر " ( بضم الجيم وإسكان الدال ) جمع الجدار . ويجوز أن تكون الألف في الواحد كألف كتاب ، وفي الجمع كألف ظراف . ومثله ناقة هجان ونوق هجان ; لأنك تقول في التثنية : هجانان ; فصار لفظ الواحد والجمع مشتبهين في اللفظ مختلفين في المعنى ; قاله ابن جني .

قوله تعالى : بأسهم بينهم شديد يعني عداوة بعضهم لبعض . وقال مجاهد : بأسهم بينهم شديد أي بالكلام والوعيد لنفعلن كذا . وقال السدي : المراد اختلاف قلوبهم حتى لا يتفقوا على أمر واحد . وقيل : بأسهم بينهم شديد أي إذا لم يلقوا عدوا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس ، ولكن إذا لقوا العدو انهزموا .

تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى يعني اليهود والمنافقين ; قاله مجاهد . وعنه أيضا يعني المنافقين . الثوري : هم المشركون وأهل الكتاب . وقال قتادة : تحسبهم جميعا أي مجتمعين على أمر ورأي .

وقلوبهم شتى متفرقة . فأهل الباطل مختلفة آراؤهم ، مختلفة شهادتهم ، مختلفة أهواؤهم وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق . وعن مجاهد أيضا : أراد أن دين المنافقين مخالف لدين اليهود ; وهذا ليقوي أنفس المؤمنين عليهم . وقال الشاعر :

إلى الله أشكو نية شقت العصا هي اليوم شتى وهي أمس جمع

وفي قراءة ابن مسعود " وقلوبهم أشت " يعني أشد تشتيتا ; أي أشد اختلافا .

ذلك بأنهم قوم لا يعقلون أي ذلك التشتيت والكفر بأنهم لا عقل لهم يعقلون به أمر الله .
عمر المصري
عمر المصري
مشرف
مشرف

ذكر
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 1 من اصل 3 1, 2, 3  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى