الفسيفساء المغربي تناغم حضارات...

من سبق منكم و أن زار المغرب حتما سيكون قد رأى فن الفسيفساء المغربي وأكيد منكم منلمح ببيت عتيق او بالنوافير المتواجدة بالمدن العتيقة فن يسحرك بمجرد النظر اليه يحسسك بالحنين للماضي امجاد الاندلس و حضارات الفنيقين التي تركت اتارها بالمغرب
فاختلاف التقافات و تشابكها البديع بالجسد المغربي افرزثقافة متفردة و يانعة تلتحم في وعائها الوان هده الحضارات بتمازج اقل ما يقال عليه لديد و مدهش

انظروا الصور

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

التعريف بالفسيفساء

الفسيفساء مكعبات حجرية أو زجاجية ترصف بأشكال رسوم وزخارف لتغطية أرض المعابد والقصور وجدرانها، وهي معروفة لدى اليونان والرومان والبيزنطيين، وكانت المواضيع التي يختارونها من الأساطير وصور الإنسان والحيوان، وقد عمد البيزنطيون إلى استخدام الفصوص «المكعبات» الزجاجية في تزيين جدران الكنائس والقصور.

مهارة الصناع العرب بالفسيفساء

بسبب خضوع بلاد الشام لليونان ثم الرومان فالبيزنطيين، فقد عرف الصناع العرب الفسيفساء، وتعايشوا مع هذا الفن، فأقاموا له الأفران الخاصة بذلك في بلادهم، وقد أظهرت الحفائر الأثرية أعداداً من ألواح هذه الفسيفساء، وهي محفوظة في متاحف دمشق وأنطاكية والسويداء، وحماة وشهبا، وجميعها يعود إلى فترة ما قبل العهد الأموي.

فسيفساء العهد الأموي

أحبّ الأمويون فن الفسيفساء وزينوا به قصورهم فعمد الوليد إلى إدخال الفسيفساء في تزيين الجامع الأموي.
وكان الصناع الذين قاموا بهذا العمل من أبناء بلاد الشام الذين مهروا في هذا الفن وتوارثوه عن أجدادهم.
وأما ما روي عن إسهام إمبراطور بيزنطة في أعمال بناء الأموي وكسوته فهذا محض افتراء، لأن الفترة التي بنى فيها الوليد الأموي كانت فترة تسود فيها العلاقات السيئة بين العرب وبيزنطة.

خصائص فسيفساء العهد الأموي

امتازت فسيفساء العهد الأموي بخصائص تقنية وتعبيرية وتشكيلية فريدة كان من أهمها الانطباع بالطابع الإسلامي، وارتباطها بالبيئة والمعتقد والحياة، وعلى ذلك فإن الفسيفساء كانت انعكاساً لما يجيش في صدر الفنان المبدع من أحاسيس وأفكار، فأتت تصويراً حيّاً للحياة بمنتهى الواقعية في تكوين فريد.
كان مبدعو الفيسفساء على مهارة فائقة في محاكاة الطبيعة وتنوعها وألوانها، بحيث أن اللوحة الواحدة كانت تضم تسعة وعشرين لوناً منها ثلاث عشرة درجة من اللون الأخضر، وأربع درجات من اللون الأزرق والذهبي، وثلاث درجات من اللون الفضّي.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فسيفساء الجامع الأموي

بنى الوليد بن عبد الملك، الخليفة الأموي، الجامع الأموي سنه 705م كانت الدولة الأموية امبراطورية لا تغيب عنها الشمس، وكانت دمشق في أوج عصرها الذهبي. فقد أراد الوليد أن يكون الجامع الأموي في فخامته، بناء وريازة وبهاء.. بما يتناسب وهذه الامبراطورية، وأن يكون أفخم مساجد الدنيا.

استغرق البناء عشر سنوات حشد الوليد خلالها عدداً هائلاً من مهرة المعماريين والبنائين والنجارين والمرخمين من بلاد الشام وبلاد فارس والهند والمغرب، وقد أنفق الوليد في ذلك أموالاً طائلة حتى أصبح الناس يقولون: بدّد الوليد بيت مال المسلمين فجمعهم الوليد فبين لهم صاحب بيت المال، أن حصيلة بيت المال تكفي للإنفاق على جميع المرافق في الدولة سبع سنين، إذا لم يرد إلى بيت المال دينار واحد.

ثم خطب الوليد بأهل دمشق قائلاً:

يا أهل دمشق تفخرون على الناس بأربع خصال، تفخرون بمائكم وهوائكم وحماماتكم وفاكهتكم فأردت أن يكون مسجدكم هذا خامسة مفاخركم.

لم يقنّن الوليد على كسوة الأموي وتزويقه وزخارفه. فقد أرّضه بالرخام وبالفسيفساء الحجرية، وجعل أعمدته من الرخام الموشى، ومعاقد الأعمدة من الذهب كما دوّر السقف بالذهب، وكان المحراب مذهباً مرصعاً، وكان عدد شمسيّاته «نوافده» التي كانت من الزجاج الملون بأسلوب المعشّق أربعاً وسبعين، وجعل في صحن الجامع مجامر البخور حتى كانت رائحته تمتد إلى فرسخين.

غطّت الفسيفساء جدران الأموي وأروقته، حتى أصبح أعجوبة الدنيا، فصوّر الصناع من خلال ذلك مشاهد الجنان على تلك الجدران، وكسوا مساحات منها أنهاراً وأشجاراً وقصوراً ضمنوها الزخارف والكتابات على غاية من الحسن والإبداع والدقة والصنعة.
حتى قلّ أن تكون شجرة أو بلد معروف في ذلك الحين.. إلا ونجد شكله على تلك الجدران بالفسيفساء. كما زيّنوا الجدار القبلي «الجنوبي» لحرم الأموي بكتابات لآيات وسور من القرآن الكريم رصفت بفصوص مذهبة لازورديّة، كما زين المحراب بمناظر الكعبة ومكة المكرمة، وإلى جانبها صور أشجار الكرمة «العنب» بأوراقها وعناقيدها..

شهادة ابن جبير الأندلسي

وقد حدثنا ابن جُبير في رحلته إلى دمشق سنة 580 للهجرة عن هذه الفسيفساء بقوله:

لقد ألقت فسيفساء الأموي على أحسن تركيب وانتظام أقدار فصوصها متقنة وصنعتها مؤتلفة، وهي منزّهة عن صور الحيوان إلى صور النبات وفنون الأغصان، تُجنى ثمارها بالأبصار، والثمار باقية على طول الزمان مُدركة في كل حين وأوان، لا يمسّها عطش على فقدان القطر ولا يصيبها ذبول مع تصاريف الدهر.

وقد ظلّ الأموي يفخر ببنيانه، ويتيه بفسيفسائه حتى عام 461هـ حيث بدأت الكوارث والمصائب تتوالى على الأموي.
فقد التهمت النيران الأموي مراراً وعصفت به الزلازل تكراراً، حتى كادت تقضي على بهاء الأموي فجمع من هذه الفسيفساء ما جمع، وجرى ترميم ما أمكن منها، واتبعوا في ذلك أساليب عدة. إلى أن عمدت المديرية العامة للآثار والمتاحف إلى تشكيل لجنة بالتعاون مع وزارة الأوقاف لترميم ما يمكن من فسيفساء الجامع الأموي.. وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سلمت يمينك أختي الصفا موضوع أكثر من راااااااائع
بارك الله فيك
فعلاً الطراز المعماري هذا روعه لقد شاهدته في المغرب كما شهدته في سوريا فمعظم البيوت فيها على هذا المنوال فعلا نحسن كأننا في العصر الإسلامي القديم
تقبلي مروري

ولكي بالمثل أختي الصفا
تقبلي تحياتي

مشكور اخي عمر على الموضوع و اهتمامك بالتفاصيل المغربية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بارك الله فيك أختي محاسن فنحن وطن عربي واحد لا فرق بين مغربي ومصري

اكيد طبعا

مشكورة أختي محاسن لمتابعتك