فضل الصبر على البلاء

بسم االله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على النبي الأمين , نبينا محمد , وعلى اله وأصحابه ,ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
أحبتي في الله , كثيرا ما تمرعلى الإنسان أياما صعبة قد تجعله يشعر باليأس والسخط (,إلا أن العبد المؤمن القريب من الله يصبر لأنه يعلم بأن الله يجزي أهل الصبر بأحسن أعمالهم , بل ويزيدهم , فيجزيهم بغير حساب,(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ).
و قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (يؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان و إنما يصب عليه الأجر صبا).
فإن كان إيمانك عظيم القدر , شدد الله عليك في البلاء و إن كان في دينك ضعف خفف عليك البلاء ,إن العبد المؤمن يمر في حياته الدنيا بابتلاءات , وهي مقسمة إلى حالتين : إما أن يبتلى بنعمة من الله فيعترف بأنها هبة من الله فيشكره عليها في الباطن و الظاهر ويستعين بها على طاعة الله ,أو تحل به مصيبة بفقد قريب أو بمرض شديد فيصبر ويشكر الله على المصيبة لأنها تمحو الخطايا , ولم يسخط من قدر الله عليه , ولم يشك عند الاخرين ما حل به إلا لله, فيرزقه الله حلاوة الإيمان .
قال الله تعالى : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع و نقص من الأموال و الأنفس والثمرات وبشر الصابرين )(البقرة 155)
و قال صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير و ما ذلك لأحد إلا للمؤمن إن ًاصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم .
فلا يعد المؤمن مخلصا حتى يعتبر البلاء نعمة يشكر الله عليها,لأنها تكفير عن الذنوب و تؤدي إلى النعيم الدائم , والمصائب تتفاوت في درجاتها , أعظمها المصيبة في الدين وهي نهاية الخسران الذي لا ربح فيه .
فالمؤمن من يحب أن يتيقن بأن كل مصيبة تأتيه هي من عند الله و أنها حلت بقضاء الله و قدره ليمتحن صبره و رضاه و يشكو إليه و يدعوه فإن وفق لذلك فله الجزاء وإن حرم ذلك كان له الخسران المبين , لذلك فهو يحتمل أذية الناس و لا يرد السيئة إلا بالحسنة ولا ينتقم لذاته بل يطلب من الله أن يكفيه شرهم و يحتسب أجر الأذى من الله .
فالجاهل يشكو الله إلى الناس فلو عرف ربه لما شكاه و لو عرف النا س لما شكا إليهم .
قال الشيباني : سمعني شريح و أنا أشتكي بعض ما غمني إلى صديق , فأخذ بيدي و قال :يا ابن أخي إياك و الشكوى لغير الله , فإنه لا يخل من تشكو إليه أن يكون صديقا أو عدوا , فأما الصديق : فتحزنه ولا ينفعك , وأما العدو فيشمت بك , انظر إلى عيني هذه , وأشار إلى إحدى عينيه , فوالله ما أبصرت بها شخصا , و لا صديقا منذ عشرة سنة , وما أخبرت بها أحدا إلى هذه الغاية أما سمعت قول العبد الصالح:(إنما اشكو بثي و حزني إلى الله ) (يوسف :86)

ومن هنا يمكن أن تتجلى لنا أحبتي في الله أهمية الصبرعلى البلاء والمحن لأنه مجلبة لرضى الله , ومدعاة لدخول جنته بدون حساب , مع الشعور بحلاوة الإيما ن. . .

فهيا نجدد إيماننا بقول لا إله إلا الله ونحتسب بلاءنا عند الله و إيانا أن نقول لأمر قضاه الله ليته لم يكن.

لا اله الا الله

مشكورة عزيزتي على الموضوع القيم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا إله إلا الله

جزاك الله خير الجزاء فى الدارين