نسمات الجنان
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عمر المصري - 3848 | ||||
التائب - 3388 | ||||
mahassine - 3341 | ||||
الصفا - 3255 | ||||
lamia - 358 | ||||
سناء - 215 | ||||
مبتهل - 179 | ||||
ملكة الحــب - 139 | ||||
God slave - 96 | ||||
ranin - 64 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 3 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 3 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 87 بتاريخ الأربعاء 05 أكتوبر 2016, 21:29
فى رحاب اّيه
5 مشترك
صفحة 3 من اصل 3
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
رد: فى رحاب اّيه
( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ( 29 ) ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ( 30 ) ) .
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه ، من إقام الصلاة ، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا ، سرا وعلانية ، ( يرجون تجارة لن تبور ) أي : يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله . كما قدمنا في أول التفسير عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه : " إن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة " ; ولهذا قال تعالى : ( ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ) أي : ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم ، ( إنه غفور ) أي : لذنوبهم ، ( شكور ) للقليل من أعمالهم .
قال قتادة : كان مطرف رحمه الله إذا قرأ هذه الآية يقول : هذه آية القراء .
[ ص: 546 ] قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله تعالى إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أصناف من الخير لم يعمله ، وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أصناف من الشر لم يعمله ، غريب جدا
تفسير ابن كثير.
يخبر تعالى عن عباده المؤمنين الذين يتلون كتابه ويؤمنون به ويعملون بما فيه ، من إقام الصلاة ، والإنفاق مما رزقهم الله في الأوقات المشروعة ليلا ونهارا ، سرا وعلانية ، ( يرجون تجارة لن تبور ) أي : يرجون ثوابا عند الله لا بد من حصوله . كما قدمنا في أول التفسير عند فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه : " إن كل تاجر من وراء تجارته ، وإنك اليوم من وراء كل تجارة " ; ولهذا قال تعالى : ( ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله ) أي : ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم ، ( إنه غفور ) أي : لذنوبهم ، ( شكور ) للقليل من أعمالهم .
قال قتادة : كان مطرف رحمه الله إذا قرأ هذه الآية يقول : هذه آية القراء .
[ ص: 546 ] قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا سالم بن غيلان أنه سمع دراجا أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله تعالى إذا رضي عن العبد أثنى عليه سبعة أصناف من الخير لم يعمله ، وإذا سخط على العبد أثنى عليه سبعة أصناف من الشر لم يعمله ، غريب جدا
تفسير ابن كثير.
التائب- مشرف
-
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
رد: فى رحاب اّيه
من ألطف المخلوقات التي خلقها الله عز وجل , وجعل فيها بديع صنعه – النفس البشرية – لأنها جمعت صفات كثيرة , منها ما هو ممدوح , ومنها ما هو مذموم فهي نفس هلوعة قال تعالى (إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً) (المعارج:19) قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة المعارج الآية19:
يقول تعالى مخبراً عن الإنسان، وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة {إن الإنسان خلق هلوعاً}، ثم فسره بقوله: {إذا مسه الشر جزوعاً} أي إذا مسه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، أبس أن يحصله له بعد ذلك خير {وإذا مسه الخير منوعاً} أي إذا حصلت له نعمة من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حق اللّه تعالى فيها. وفي الحديث: {شر ما في الرجُل: شح هالع وجُبن خالع\" (رواه أبو داود).
وهي نفس عجولة قال تعالى (خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ)(الأنبياء: من الآية37)
وهي نفس ظلومة جهولة , قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)
وكل هذه صفات مذمومة جٌبلت عليها النفوس , وغُرست فيها هذه الطبائع , وأغلب البشر انساقوا وراء تلك الأخلاق , وطائفة يسيرة منهم هم الذين التفتوا لهذه النفس , وجعلوا يجاهدونها للتخلص من هذه المذمومات , وجاهدوا نفسه على التخفف من تبعاته , وليعلم السالك أن هذه من المجاهدة هي في المقام العلي من أنواع الجهاد , فقد جاء في الحديث \" الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ \" رواه البخاري
والغفلة أو التغافل عن سياسة النفس عجز بيّن , وظلم ظاهر لها , فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ( العاجز من عجز عن سياسة نفسه . (ولئن كان المرء عاجزاً عن سياسة نفسه عجزه عن سياسة غيره أولى وأحرى
والناس في هذا الباب اثنان لا ثالث لهما – إما غالب للنفس \" وهم القلة \"أو مغلوب عليه \" وهم الكثرة الكاثرة \"
فكن من القلة , فالقلة في الغالب هم المفلحون, ولا تغتر بالكثرة الهالكة , فقد حذرنا الله من سبيلهم فقال (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
على أن المرء ينبغي للمرء أن لاييئس من سياسة نفسه , بل يجعل المحاولات متكررة , والجهاد لها دائم , وسيصل إلى كثير من مبتغاه من وراء هذه السياسة , لأن سياسة النفس تحتاج إلى وقت ليس باليسير .قال الشافعي : سياسة الناس أشد من سياسة الدواب
ولعلي أن أضع هنا خطوات يسوس بها المرء نفسه حتى يصل بها إلى كل خلق كريم , ويترفع عن كل خلق دنيء .
فمن ذلك :
1-إحياء المسئولية الفردية في النفس :
يقول الله تعالى في محكم التنزيل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38) ويقول (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281) فالمسئولية فردية , ويوم القيامة تُحاسب وحدك , وتُجزى على عملك لوحدك , قال سبحانه (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (غافر:17)
فكلما أُحييت هذه القضية في النفس , وذُكّرت بها أثمرت عندها وجوب الالتفات لهذه القضية , وسعى المرء في سياسة نفسه , لأنه ليس عند المرء أغلى من نفسه فإذا أحسن إليها يكون قد قام بأعظم أنواع الإحسان , وإذا أساء فلا أعظم من هذه إساءة .
2 - النظرة الصحيحة للحقائق :
كم اهلك كثير من الناس عدم فهم الحقائق ,تلبسة عليهم كثيراً من الحقائق .
وبنظرة ثاقبة للنفس الشريفة , يرى عندها الجاد الأمور على حقائقها .
قارن بين الدنيا والآخرة , وكم تلك باقية وهذه فانية ,
قارن بين الطاعة والمعصية , فكم أعزت الأولى أقواماً وذلت الثانية آخرون ,
قارن بين الثناء والذم فكم حصّل الصالحون من ثناء من الله ومن خلقه وكم ذُم الآخرون .
في سلسلة كبيرة من المقارنات ما لو فعلها المرء لحمله هذا رؤية الأشياء كما هي وقام على سياسة نفسه والسعي في إصلاحها لعلمه بحاجتها لهذا .
و أن وراء كل نزوة أو شهوة ذل ومهانة , وأن وراء كل مجاهدة عز منيف .
3 - سلوك سبيل التدرج مع النفس وسوقها برفق :
من رام إصلاح نفسه جملة واحدة , وحاول سياستها سياسة عامة أعياها هذا الأمر , ووصل إلى حد اليأس معها , لأن \" النفس شرود , ومن طبيعتها حب التفلت \" فالواجب عليه أن يأخذها بالتدرج , ويحملها على النافع المفيد تدريجياً , وخطوة خطوة حتى يصل بها إلى ما يريد , ولعل من أبين الأدلة الدالة على هذا الأصل , قضية تحريم الخمر , فقد نزل تحريمها تدريجيا , واستغرق فترة من الزمن .
فمن اعتادت نفسه على سلوكيات وأخلاقيات ثم حاول ردها على الصالح احتاج إلى وقت ليس باليسير .
والسير بمنهج التدرج مشجع لها على المزيد في التقدم والإصلاح , لأن من رأى تغييراً ايجابياً تاقت نفسه وتشجعت لتغير سلوك آخر حتى يصل إلى مايصبوا إليه ,أما إن رغب في التغير جملة واحدة أعياه ذلك , أصابه اليأس والقنوط .
4 - الجدية في هذا الباب :
لا يعني القول بالتدرج أن يسلك المرء طريق الخمول والتكاسل في سياسة النفس وتغييرها إلى الخير أو يسوّف في الإصلاح , بل عليه أن يسوسها تدريجا بقوة البطل الشجاع الذي وضع نصب عينيه تغيير السلوك الفلاني , فإذا ما انتهى منه انتقل إلى غيره وهكذا ,ولقد أثنى الله على الأقوياء في أمتنا والأمم السابقة , فهاهو الأمر يأتي موسى عليه السلام بأخذ الأوامر بقوة , كما في قوله تعالى : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (لأعراف:145) وبمثله يُؤمر يحيى عليه السلام كما في قوله تعالى \")يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12) وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم \" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ..\"
فالجدية شعار الصادقين , الطامعين في الكمال , أما من دونهم فمُحال عليهم بلوغ منازل الأبطال .
5-مصاحبة من نجحوا في هذا الجانب , وقراءة سير السابقين :
المرء شديد التأثر بغيره , عظيم التقليد له , فهذا من الطبيعة والجبلة , فكلما رأى نماذج ناجحة في أي باب من الأبواب تاقت نفسه لان يكون مثلهم , فعلى من أراد تغيير نفسه وسياستها أن ينظر إلى من نجحوا وغيروا من أنفسهم ولا بأس بسؤالهم عن الطرق التي سلكوها فربما نفعت مع الغير, وكانت طبيعتهم كطبيعته وظروفهم كظرفه فاستفاد منهم , وقلدهم في هذا التغير فهذا من التقليد المحمود .
ومن النافع في هذا الباب أيضاً النظر في سير السابقين , الذين ضربوا أروع الأمثلة في سياسة النفس , وساقوها إلى الله تبارك وتعالى سوقاً صحيحاً
-6- عدم الغفلة عن إعطائها شيئا من المباحات :
جاء في حديث حارثة كما عند مسلم \" ساعة وساعة\"
-\" والنفس تمل كما تمل الأبدان , فكان لزاما على المرء أن يروح عنها , حتى تطاوعه فيما أراد من الجد , ونحن في زمن كثرت فيه الملهيات والصوارف عن الطاعة , وكثر فيه المثبطون , فعلى المرء أن يروح عن نفسه بشئ من المباح حتى يستطيع السير في هذا الطريق , وحتى لا تمل نفسه , ولكن لا يتجاوز إلى الحرام , أو يكون طاغياً على حياة المرء , كما يفهم البعض , بل المقصود عدم إملال النفس , وإعطائها شيئا من المباح حتى تستطيع السير .
7-الاستعانة بالله، وسؤاله زكاة النفس.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا،أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا) رواه مسلم، وقال في تعليمه للحصين بن معبد الخزاعي : (قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي) رواهالترمذي.
فلا تركن إلى نفسك بل كن دائم الصلة بمولاك , كثير السؤال له وكما قال الأول:
إذا لم يكن عون من اللّه للفتى * * فأوّل ما يجني عليه اجتهاده*
يقول تعالى مخبراً عن الإنسان، وما هو مجبول عليه من الأخلاق الدنيئة {إن الإنسان خلق هلوعاً}، ثم فسره بقوله: {إذا مسه الشر جزوعاً} أي إذا مسه الضر فزع وجزع، وانخلع قلبه من شدة الرعب، أبس أن يحصله له بعد ذلك خير {وإذا مسه الخير منوعاً} أي إذا حصلت له نعمة من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حق اللّه تعالى فيها. وفي الحديث: {شر ما في الرجُل: شح هالع وجُبن خالع\" (رواه أبو داود).
وهي نفس عجولة قال تعالى (خُلِقَ الإنسان مِنْ عَجَلٍ)(الأنبياء: من الآية37)
وهي نفس ظلومة جهولة , قال تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)
وكل هذه صفات مذمومة جٌبلت عليها النفوس , وغُرست فيها هذه الطبائع , وأغلب البشر انساقوا وراء تلك الأخلاق , وطائفة يسيرة منهم هم الذين التفتوا لهذه النفس , وجعلوا يجاهدونها للتخلص من هذه المذمومات , وجاهدوا نفسه على التخفف من تبعاته , وليعلم السالك أن هذه من المجاهدة هي في المقام العلي من أنواع الجهاد , فقد جاء في الحديث \" الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ \" رواه البخاري
والغفلة أو التغافل عن سياسة النفس عجز بيّن , وظلم ظاهر لها , فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ( العاجز من عجز عن سياسة نفسه . (ولئن كان المرء عاجزاً عن سياسة نفسه عجزه عن سياسة غيره أولى وأحرى
والناس في هذا الباب اثنان لا ثالث لهما – إما غالب للنفس \" وهم القلة \"أو مغلوب عليه \" وهم الكثرة الكاثرة \"
فكن من القلة , فالقلة في الغالب هم المفلحون, ولا تغتر بالكثرة الهالكة , فقد حذرنا الله من سبيلهم فقال (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) (الأنعام:116)
على أن المرء ينبغي للمرء أن لاييئس من سياسة نفسه , بل يجعل المحاولات متكررة , والجهاد لها دائم , وسيصل إلى كثير من مبتغاه من وراء هذه السياسة , لأن سياسة النفس تحتاج إلى وقت ليس باليسير .قال الشافعي : سياسة الناس أشد من سياسة الدواب
ولعلي أن أضع هنا خطوات يسوس بها المرء نفسه حتى يصل بها إلى كل خلق كريم , ويترفع عن كل خلق دنيء .
فمن ذلك :
1-إحياء المسئولية الفردية في النفس :
يقول الله تعالى في محكم التنزيل (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38) ويقول (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (البقرة:281) فالمسئولية فردية , ويوم القيامة تُحاسب وحدك , وتُجزى على عملك لوحدك , قال سبحانه (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (غافر:17)
فكلما أُحييت هذه القضية في النفس , وذُكّرت بها أثمرت عندها وجوب الالتفات لهذه القضية , وسعى المرء في سياسة نفسه , لأنه ليس عند المرء أغلى من نفسه فإذا أحسن إليها يكون قد قام بأعظم أنواع الإحسان , وإذا أساء فلا أعظم من هذه إساءة .
2 - النظرة الصحيحة للحقائق :
كم اهلك كثير من الناس عدم فهم الحقائق ,تلبسة عليهم كثيراً من الحقائق .
وبنظرة ثاقبة للنفس الشريفة , يرى عندها الجاد الأمور على حقائقها .
قارن بين الدنيا والآخرة , وكم تلك باقية وهذه فانية ,
قارن بين الطاعة والمعصية , فكم أعزت الأولى أقواماً وذلت الثانية آخرون ,
قارن بين الثناء والذم فكم حصّل الصالحون من ثناء من الله ومن خلقه وكم ذُم الآخرون .
في سلسلة كبيرة من المقارنات ما لو فعلها المرء لحمله هذا رؤية الأشياء كما هي وقام على سياسة نفسه والسعي في إصلاحها لعلمه بحاجتها لهذا .
و أن وراء كل نزوة أو شهوة ذل ومهانة , وأن وراء كل مجاهدة عز منيف .
3 - سلوك سبيل التدرج مع النفس وسوقها برفق :
من رام إصلاح نفسه جملة واحدة , وحاول سياستها سياسة عامة أعياها هذا الأمر , ووصل إلى حد اليأس معها , لأن \" النفس شرود , ومن طبيعتها حب التفلت \" فالواجب عليه أن يأخذها بالتدرج , ويحملها على النافع المفيد تدريجياً , وخطوة خطوة حتى يصل بها إلى ما يريد , ولعل من أبين الأدلة الدالة على هذا الأصل , قضية تحريم الخمر , فقد نزل تحريمها تدريجيا , واستغرق فترة من الزمن .
فمن اعتادت نفسه على سلوكيات وأخلاقيات ثم حاول ردها على الصالح احتاج إلى وقت ليس باليسير .
والسير بمنهج التدرج مشجع لها على المزيد في التقدم والإصلاح , لأن من رأى تغييراً ايجابياً تاقت نفسه وتشجعت لتغير سلوك آخر حتى يصل إلى مايصبوا إليه ,أما إن رغب في التغير جملة واحدة أعياه ذلك , أصابه اليأس والقنوط .
4 - الجدية في هذا الباب :
لا يعني القول بالتدرج أن يسلك المرء طريق الخمول والتكاسل في سياسة النفس وتغييرها إلى الخير أو يسوّف في الإصلاح , بل عليه أن يسوسها تدريجا بقوة البطل الشجاع الذي وضع نصب عينيه تغيير السلوك الفلاني , فإذا ما انتهى منه انتقل إلى غيره وهكذا ,ولقد أثنى الله على الأقوياء في أمتنا والأمم السابقة , فهاهو الأمر يأتي موسى عليه السلام بأخذ الأوامر بقوة , كما في قوله تعالى : (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ) (لأعراف:145) وبمثله يُؤمر يحيى عليه السلام كما في قوله تعالى \")يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً) (مريم:12) وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم \" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ..\"
فالجدية شعار الصادقين , الطامعين في الكمال , أما من دونهم فمُحال عليهم بلوغ منازل الأبطال .
5-مصاحبة من نجحوا في هذا الجانب , وقراءة سير السابقين :
المرء شديد التأثر بغيره , عظيم التقليد له , فهذا من الطبيعة والجبلة , فكلما رأى نماذج ناجحة في أي باب من الأبواب تاقت نفسه لان يكون مثلهم , فعلى من أراد تغيير نفسه وسياستها أن ينظر إلى من نجحوا وغيروا من أنفسهم ولا بأس بسؤالهم عن الطرق التي سلكوها فربما نفعت مع الغير, وكانت طبيعتهم كطبيعته وظروفهم كظرفه فاستفاد منهم , وقلدهم في هذا التغير فهذا من التقليد المحمود .
ومن النافع في هذا الباب أيضاً النظر في سير السابقين , الذين ضربوا أروع الأمثلة في سياسة النفس , وساقوها إلى الله تبارك وتعالى سوقاً صحيحاً
-6- عدم الغفلة عن إعطائها شيئا من المباحات :
جاء في حديث حارثة كما عند مسلم \" ساعة وساعة\"
-\" والنفس تمل كما تمل الأبدان , فكان لزاما على المرء أن يروح عنها , حتى تطاوعه فيما أراد من الجد , ونحن في زمن كثرت فيه الملهيات والصوارف عن الطاعة , وكثر فيه المثبطون , فعلى المرء أن يروح عن نفسه بشئ من المباح حتى يستطيع السير في هذا الطريق , وحتى لا تمل نفسه , ولكن لا يتجاوز إلى الحرام , أو يكون طاغياً على حياة المرء , كما يفهم البعض , بل المقصود عدم إملال النفس , وإعطائها شيئا من المباح حتى تستطيع السير .
7-الاستعانة بالله، وسؤاله زكاة النفس.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا،أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا) رواه مسلم، وقال في تعليمه للحصين بن معبد الخزاعي : (قُلْ: اللَّهُمَّ أَلْهِمْنِي رُشْدِي وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسِي) رواهالترمذي.
فلا تركن إلى نفسك بل كن دائم الصلة بمولاك , كثير السؤال له وكما قال الأول:
إذا لم يكن عون من اللّه للفتى * * فأوّل ما يجني عليه اجتهاده*
عمر المصري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
رد: فى رحاب اّيه
تفسير بسم الله الرحمن الرحيم للشيخ محمد متولى الشعراوى
التائب- مشرف
-
عدد المساهمات : 3388
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
رد: فى رحاب اّيه
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد ( غافلا عما يعمل الظالمون ) أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين ، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] ) [ القمر : 8 ] وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ) [ طه : 198 - 111 ] وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد : رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال : ( وأفئدتهم هواء ) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع و ] الوجل والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم : ( هواء ) خراب لا تعي شيئا .
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد ( غافلا عما يعمل الظالمون ) أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : ( إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين ، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع [ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] ) [ القمر : 8 ] وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا ) إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ) [ طه : 198 - 111 ] وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد : رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال : ( وأفئدتهم هواء ) أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع و ] الوجل والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم : ( هواء ) خراب لا تعي شيئا .
عمر المصري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
رد: فى رحاب اّيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال الله تعالى: ((و رفعنا لك ذكرك))
قال قتادة رحمه الله: ((رفع الله ذكره في الدنيا و الآخرة, فليس خطيب و لا متشهد و لا صاحب صلاة إلا ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله))
و قال ابن سعدي رحمه الله: ((أي: أعلينا قدرك, و جعلنا لك الثناء الحسن العالي, الذي لم يصل إليه أحد من الخلق))
و قال القرطبي رحمه الله: ((و قيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء, و في الأرض عند المؤمنين, و نرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود, و كرائم الدرجات))
و في ذلك قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:
و ضم الإلهُ اسم النبي إلى اسمه
إذا قال في الخمسِ المؤذن أشهد
و شق له من اسمــــــــــه ليُجِله
فذو العرش محمود و هذا محمد
الصفا- عضو(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
رد: فى رحاب اّيه
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد}: أي الذي لا يقبل التعدد والكثرة لأنه ليس جسما كثيفا ولا جسما لطيفا وليس له شريك في الذات أو الصفات أو الأفعال، فذات الله لا يشبه ذوات المخلوقين، ذات الله أزلي أبدى وذوات المخلوقين حادثة وجدت بعد أن لم تكن وذات الله لا تبلغه تصورات العباد فهو موجود لا كالموجودات ويقال شئ لا كالأشياء.
{اللَّهُ الصَّمَدُ}: أي الذي يفتقر إليه جميع المخلوقات، مع استغنائه عن كل موجود فيقصده العباد عند الشدة بجميع أنواعها، وربنا تبارك وتعالى لا يجتلب بخلقه نفعا لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضرا، فنحن من ينتفع بالطاعة ونحن من ينضر بالمعصية، أما الله تعالى فلا ينتفع بطاعة الطائعين ولا ينضر بمعصية العاصين .
قال الله في القرءان الكريم : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} سورة الذاريات
فالله تعالى خلقنا ليأمرنا بعبادته فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها، وربنا لا يُسأل عما يفعل وأما نحن فنسأل .
وأما قوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} فمعناه نفي للمادية والانحلال وهو أن ينحل منه شئ أو أن يَحُل هو في شئ .
لم يلد يعطي أنه لا ينحل منه شئ ، لا يجوز أن ينفصل منه شئ.
ولم يولد يعطي أنه لاَ يَحُل هو في شئ.
{اللَّهُ الصَّمَدُ}: أي الذي يفتقر إليه جميع المخلوقات، مع استغنائه عن كل موجود فيقصده العباد عند الشدة بجميع أنواعها، وربنا تبارك وتعالى لا يجتلب بخلقه نفعا لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضرا، فنحن من ينتفع بالطاعة ونحن من ينضر بالمعصية، أما الله تعالى فلا ينتفع بطاعة الطائعين ولا ينضر بمعصية العاصين .
قال الله في القرءان الكريم : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِين} سورة الذاريات
فالله تعالى خلقنا ليأمرنا بعبادته فمن أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها، وربنا لا يُسأل عما يفعل وأما نحن فنسأل .
وأما قوله تعالى:{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} فمعناه نفي للمادية والانحلال وهو أن ينحل منه شئ أو أن يَحُل هو في شئ .
لم يلد يعطي أنه لا ينحل منه شئ ، لا يجوز أن ينفصل منه شئ.
ولم يولد يعطي أنه لاَ يَحُل هو في شئ.
عمر المصري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
رد: فى رحاب اّيه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} ....
في هذه الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى صنفا من الناس على سبيل الذم حيث يصفهم سبحانه
بأنهم {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون }... فهم ليسوا جهلاء بل من
الذين يعلمون . وربما كان أحدهم عالما كبيرا في الطب والهندسة أو الأقتصاد أوالسياسة أو غير
ذلك من العلوم المادية ولكن إذا نظرت إلى حصيلته من العلوم الشرعية الواجبة وجدته خاويا
جاهلا , مع أنه يمتلك الأدوات التي تخوله أن يكون عالما بأمور دينه وآخرته من عقل وفهم
وذكاء , يقول الحسن البصري – رحمه الله تعالى : والله ليبلغ من علم أحدكم بدنياه , أنه يقلب
الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه , وما يحسن أن يصلي . ويقول ابن عباس رضي الله عنهما :<
يعرفون أمر معيشتهم ودنياهم > .......... ومعرفة هذه الأمور وتحصيلها أمر محمود , ولكن
الاكتفاء بها والإكثار منها بحيث يؤدي ذلك إلى الغفلة عن الآخرة هو المذموم , لذا ذمهم الله
سبحانه بأنهم ..< عن الآخرة هم غافلون > ...فالغفلة عن الآخرة تجعل مقاييس الغافلين تختل
ويتأرجح في أكفهم ميزان القيم والتصور , لأن هؤلاء نظروا إلى الدنيا من زاوية واحدة وبمقياس
واحد , والحقيقة التي فهمها السل صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة من بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم هو أن هذا الوجود ماهو إلا سلسلة واحدة وحلقات متصلة , أول تلك الحلقات هي
الدنيا التي وقف عندها أولئك النفر ...اللذين { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}
حلقات أخر وهي ماسماه الله تبارك وتعالى .. الآخرة ..يقول سيد قطب رحمه الله تعالى ... : < ومن
ثم لا يلتقي إنسان يؤمن بالآخرة ويحسب حسابها مع آخر يعيش لهذه الدنيا وحدها ولا ينظر ما
ورائها لا يلتقي هذا وذاك في تفدير امر واحد من قيمها , ولا يتفقان في حكم واحد على حادث أو
حال , فلكل منهما ميزان ولكل منهما زاوية للنظر , يرى بها الأشياء والأحداث والقيم والأحوال ,
هذا يرى ظاهرا من الحياة الدنيا , وذاك يدرك ماوراء الظاهر من روابط وسنن ونواميس شاملة
للغيب والشهادة والدنيا والآخرة , والماضي والحاضر والمستقبل , وعالم الناس والعالم الأكبرالذي
يشمل الأحياء والأموات , وهذا هو الأفق البعيد الأوسع الشامل الذي ينقل الإسلام البشرية إليه ,
ويرفعها فيه إلى المكان الكريم اللائق بالإنسان المستخلف من الله > ....... وبذلك تعرف الحكمة
من ذكر .. الآخرة .. عند ذكر أي تشريع أو أي خلق في الكتاب والسنة ...........
{ يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} ....
في هذه الآية الكريمة ذكر الله سبحانه وتعالى صنفا من الناس على سبيل الذم حيث يصفهم سبحانه
بأنهم {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون }... فهم ليسوا جهلاء بل من
الذين يعلمون . وربما كان أحدهم عالما كبيرا في الطب والهندسة أو الأقتصاد أوالسياسة أو غير
ذلك من العلوم المادية ولكن إذا نظرت إلى حصيلته من العلوم الشرعية الواجبة وجدته خاويا
جاهلا , مع أنه يمتلك الأدوات التي تخوله أن يكون عالما بأمور دينه وآخرته من عقل وفهم
وذكاء , يقول الحسن البصري – رحمه الله تعالى : والله ليبلغ من علم أحدكم بدنياه , أنه يقلب
الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه , وما يحسن أن يصلي . ويقول ابن عباس رضي الله عنهما :<
يعرفون أمر معيشتهم ودنياهم > .......... ومعرفة هذه الأمور وتحصيلها أمر محمود , ولكن
الاكتفاء بها والإكثار منها بحيث يؤدي ذلك إلى الغفلة عن الآخرة هو المذموم , لذا ذمهم الله
سبحانه بأنهم ..< عن الآخرة هم غافلون > ...فالغفلة عن الآخرة تجعل مقاييس الغافلين تختل
ويتأرجح في أكفهم ميزان القيم والتصور , لأن هؤلاء نظروا إلى الدنيا من زاوية واحدة وبمقياس
واحد , والحقيقة التي فهمها السل صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة من بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم هو أن هذا الوجود ماهو إلا سلسلة واحدة وحلقات متصلة , أول تلك الحلقات هي
الدنيا التي وقف عندها أولئك النفر ...اللذين { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}
حلقات أخر وهي ماسماه الله تبارك وتعالى .. الآخرة ..يقول سيد قطب رحمه الله تعالى ... : < ومن
ثم لا يلتقي إنسان يؤمن بالآخرة ويحسب حسابها مع آخر يعيش لهذه الدنيا وحدها ولا ينظر ما
ورائها لا يلتقي هذا وذاك في تفدير امر واحد من قيمها , ولا يتفقان في حكم واحد على حادث أو
حال , فلكل منهما ميزان ولكل منهما زاوية للنظر , يرى بها الأشياء والأحداث والقيم والأحوال ,
هذا يرى ظاهرا من الحياة الدنيا , وذاك يدرك ماوراء الظاهر من روابط وسنن ونواميس شاملة
للغيب والشهادة والدنيا والآخرة , والماضي والحاضر والمستقبل , وعالم الناس والعالم الأكبرالذي
يشمل الأحياء والأموات , وهذا هو الأفق البعيد الأوسع الشامل الذي ينقل الإسلام البشرية إليه ,
ويرفعها فيه إلى المكان الكريم اللائق بالإنسان المستخلف من الله > ....... وبذلك تعرف الحكمة
من ذكر .. الآخرة .. عند ذكر أي تشريع أو أي خلق في الكتاب والسنة ...........
الصفا- عضو(ة) مميز(ة)
-
عدد المساهمات : 3255
تاريخ التسجيل : 29/06/2010
رد: فى رحاب اّيه
في رحاب آية … آيات أبكت رسول الله
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاللّهُ عَلَىَ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ، الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”، (آيات:189 191).
في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.
ومعنى قوله عز وجل: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض…”، أي: له وحده سبحانه ملك السموات والأرض بما فيهما، فهو وحده صاحب السلطان القاهر في هذا العالم يتصرف فيه كيفما يشاء.
عبر.. وعظات
وبعد أن بيّن سبحانه أن ملك السموات والأرض بقبضته، أشار سبحانه إلى ما فيهما من عبر وعظات فقال: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ”.
أي: إن في إيجاد السموات والأرض على هذا النحو البديع، وفي إيجاد الليل والنهار على تلك الحالة المتعاقبة، وفي اختلافهما طولا وقصرا، في كل ذلك لأمارات واضحة وأدلة ساطعة، لأصحاب العقول السليمة على وحدانية الله تعالى، وعظيم قدرته وباهر حكمته.
وقد أورد المفسرون كثيرا من الآثار في فضل هذه الآيات وما بعدها حتى نهاية سورة “آل عمران”.
وروي عن عطاء رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة رضي الله عنها، فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقال لها ابن عمر: أخبرينا بأعجب ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبكت وقالت: كل أمره عجب. أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: يا عائشة: ذريني أتعبد لربي عز وجل.. قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني أحب أن تعبد ربك، فقام صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ هذه الليلة: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض..” إلى آخر الآيات، ثم قال: “ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها”.
دعوة للتفكير
ثم وصف الحق سبحانه وتعالى أولي الألباب بصفات كريمة فقال: “الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً”.
أي: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات واضحات على وحدانية الله وقدرته لأصحاب العقول السليمة الذين من صفاتهم أنهم يذكرون الله، أي يستحضرون عظمته في قلوبهم، ويكثرون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم، ويداومون على ذلك في جميع أحوالهم.
ثم وصفهم سبحانه وتعالى بوصف آخر فقال: “وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض” أي: إن من صفات هؤلاء العباد أصحاب العقول السليمة أنهم يكثرون من ذكر الله تعالى ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل بوحدانية الله وعظيم قدرته.
ثم حكى الحق سبحانه بثمرات ذكرهم وتفكرهم في خلقه فقال: “رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”.
أي أنهم بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار.
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاللّهُ عَلَىَ كُل شَيْءٍ قَدِيرٌ، إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ، الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”، (آيات:189 191).
في هذه الآيات يتحدث الحق سبحانه وتعالى عن بعض مظاهر قدرته، وأدلة وحدانيته، ويبشر أصحاب العقول السليمة الذين يعتبرون ويتعظون ويتفكرون ويكثرون من ذكره برضوانه وجنته.
ومعنى قوله عز وجل: “وَلِلّهِ مُلْكُ السمَاوَاتِ وَالأرض…”، أي: له وحده سبحانه ملك السموات والأرض بما فيهما، فهو وحده صاحب السلطان القاهر في هذا العالم يتصرف فيه كيفما يشاء.
عبر.. وعظات
وبعد أن بيّن سبحانه أن ملك السموات والأرض بقبضته، أشار سبحانه إلى ما فيهما من عبر وعظات فقال: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض وَاخْتِلاَفِ الليْلِ وَالنهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ”.
أي: إن في إيجاد السموات والأرض على هذا النحو البديع، وفي إيجاد الليل والنهار على تلك الحالة المتعاقبة، وفي اختلافهما طولا وقصرا، في كل ذلك لأمارات واضحة وأدلة ساطعة، لأصحاب العقول السليمة على وحدانية الله تعالى، وعظيم قدرته وباهر حكمته.
وقد أورد المفسرون كثيرا من الآثار في فضل هذه الآيات وما بعدها حتى نهاية سورة “آل عمران”.
وروي عن عطاء رضي الله عنه قال: انطلقت أنا وابن عمر وعبيد بن عمير إلى عائشة رضي الله عنها، فدخلنا عليها وبيننا وبينها حجاب فقال لها ابن عمر: أخبرينا بأعجب ما رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبكت وقالت: كل أمره عجب. أتاني في ليلتي حتى مس جلده جلدي ثم قال: يا عائشة: ذريني أتعبد لربي عز وجل.. قالت: فقلت: والله إني لأحب قربك وإني أحب أن تعبد ربك، فقام صلى الله عليه وسلم إلى القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح، قالت: فقال: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ هذه الليلة: “إن فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض..” إلى آخر الآيات، ثم قال: “ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها”.
دعوة للتفكير
ثم وصف الحق سبحانه وتعالى أولي الألباب بصفات كريمة فقال: “الذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً”.
أي: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات واضحات على وحدانية الله وقدرته لأصحاب العقول السليمة الذين من صفاتهم أنهم يذكرون الله، أي يستحضرون عظمته في قلوبهم، ويكثرون من تسبيحه وتمجيده بألسنتهم، ويداومون على ذلك في جميع أحوالهم.
ثم وصفهم سبحانه وتعالى بوصف آخر فقال: “وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالأرض” أي: إن من صفات هؤلاء العباد أصحاب العقول السليمة أنهم يكثرون من ذكر الله تعالى ولا يكتفون بذلك بل يضيفون إلى هذا الذكر التدبر والتفكر في هذا الكون وما فيه من جمال الصنعة وبديع المخلوقات، ليصلوا من وراء ذلك إلى الإيمان العميق، والإذعان التام، والاعتراف الكامل بوحدانية الله وعظيم قدرته.
ثم حكى الحق سبحانه بثمرات ذكرهم وتفكرهم في خلقه فقال: “رَبنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ”.
أي أنهم بعد أن أذعنت قلوبهم للحق، ونطقت ألسنتهم بالقول الحسن وتفكرت عقولهم في بدائع صنع الله تفكيرا سليما، استشعروا عظمة الله استشعارا ملك عليهم جوارحهم فرفعوا أكف الضراعة إلى الله بقولهم: يا ربنا إنك ما خلقت هذا الخلق البديع العظيم الشأن عبثا، أو عاريا من الحكمة أو خاليا من المصلحة سبحانك، أي ننزهك تنزيها عن كل ما لا يليق بك “فقنا عذاب النار” أي فوفقنا للعمل بما يرضيك وأبعدنا عن عذاب النار.
عمر المصري- مشرف
-
عدد المساهمات : 3848
تاريخ التسجيل : 24/02/2010
الموقع : https://rosemaha.yoo7.com
صفحة 3 من اصل 3 • 1, 2, 3
صفحة 3 من اصل 3
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 02 يونيو 2019, 02:26 من طرف عمر المصري
» رد السلام علي اليهود والنصارا
الخميس 01 نوفمبر 2018, 09:57 من طرف mahassine
» خلي الصورة تعبر عن احساسك
الخميس 01 نوفمبر 2018, 09:51 من طرف mahassine
» من شعر الإمام الشافعي
الثلاثاء 17 يناير 2017, 14:10 من طرف عمر المصري
» فوائد نواة التمر
الإثنين 14 ديسمبر 2015, 10:44 من طرف عمر المصري
» لله درك يامصر
الخميس 20 أغسطس 2015, 06:23 من طرف عمر المصري
» مطابخ صغيرة رائعة
السبت 04 أبريل 2015, 14:38 من طرف عمر المصري
» كيكة الكوك رائعة
السبت 04 أبريل 2015, 14:36 من طرف عمر المصري
» تنظيم دولاب التخزين في المطبخ
الأحد 26 أكتوبر 2014, 12:56 من طرف عمر المصري